12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> رجال الحقيقة

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

بسم الله الرحمان الرحيم

 

أولاً: بطاقة النشاط:

إسم الملف: 

الملف العاشورائي

إسم الورشة:

رجال الحقيقة

رقم المطالب المحققة في السجل:

 

مدة النشاط :

65 د

المنصة الإلكترونية التي يمكن أن يقدم عبرها النشاط:

واتس اب أو الزووم

مواصفات المدربة:

قائدة دليلات

ثانياً : مخطط تسلسل النشاط :

الفقرات

الشرح

المدة الزمنية

لوازم الفقرة

ملاحظة

الافتتاح

قرآن كريم و حديث مهدوي

5 د

صوت مسجل من قبل دليلة

 

من هم؟

بحث فردي عن عدد من أصحاب الإمام الحسين ثم عرض لعدد من الشخصيات البازرة

10 د

 

 

أنبقى بعدك؟

ربط الماضي بالحاضر فالمستقبل، من خلال  فيديو يمثل الربط ، ثم عرض كلام للامام الخميني قدس سره

 

 

 

الأصحاب والأعداء

مقارنة لعدة أصحاب وما كانت حياتهم بالنسبة لأهل البيت وبعض الأعداء الذين كانوا مع أمير المؤمنين أو أصحاب لهم قبل كربلاء لتثبيت فكرة الولاية

 

جدول يقارن بين أعداء الإمام والأصحاب

 

أمهات الشهداء مجاهدات

عدة قصص عن أمهات أصحاب الأمام الحسين اللواتي برزن في عاشوراء مع أولادهن عبر تسجيلات صوتية أو قصة للقراءة

 10د

مادة علمية ترسل للقائدة

 

كيف نكون من أنصاره؟

عمل مجموعات ثم فيديو للشيخ نبيل أمهز

15 د

فيديو

 

يا ليتنا كنا معكم

قيم عاشورائية من مقالة (يا ليتنا كنا معكم)+ نشيد لهيئة الروضتين

8 د

لعبة تفاعليّة للدلالة على كل قيمة تمثل صاحبها

 

الإختتام

دعاء الحجة

2 د

 

 

ثالثًا: تفاصيل النشاط:


الافتتاح: 
●    البسملة
●    الصلوات
●    السلام على قائم آل محمد (وقوفًا) 
●    تفتتح القائدة النشاط بتلاوة آيات مباركة من القرآن الكريم:*مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (23
●     ثمّ يقدّم حديثًا مهدويًّا عبر تسجيلٍ صوتي: رُوي عن النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: "لو لم يبقَ من الدنيا إلا يومٌ واحدٌ لطوَّل الله تعالى ذلك اليوم حتّى يبعثَ فيه رجلًا من وِلدي، يُواطئ اسمه اسمي، يملأها عدلًا وقسطًا كما مُلِئَت جورًا وظلمًا". محمد الريشهري، ميزان الحكمة، ج ١، ص١٨٠


الفقرات 

المقدمة
أصحاب الحسين عليه السلام

                    
السلام على الحسين، وعلى عليٍّ بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين
حتى نكون صادقين حينما نسلِّم على الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام ونقول:  "يا ليتنا كنَّا معكم،  لنتعرَّف على أحوال وصفات هؤلاء الأصحاب. اختلف المؤرخون في عدد أصحاب الحسين عليه السلام وإنَّ التفاوت بين هذه الأرقام مردُّه إلى عدّة أسباب أهمُّها اختلاف المنازل والمحطَّات التي تم  فيها إحصاؤهم، فمن عدَّهم 600 رجل ذكر أن ذلك كان عند ملاقاة الحرّ بن يزيد الرياحي. ورواية 451  رجلاً كان توقيتها في الثاني من محرَّم، عند النزول في كربلاء. ورواية 100 رجل كان توقيتها في اليوم العاشر في بداية القتال. والفرق بين الـ 100 والـ 72 قد يكون نتيجة التغيّر الذي حصل في عددهم لا سيَّما أنَّ هناك عدداً التحق بعسكر الإمام الحسين عليه السلام في ليلة أو يوم العاشر. فقد ذكر ابن طاووس في "اللهوف على قتل الطفوف": "وبات الحسين وأصحابه تلك الليلة، ولهم دويٌّ كدويّ النحل، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلك الليلة، من عسكر عمر بن سعد، اثنان وثلاثون رجلاً. وذكر ابن عبد ربّه الأندلسي، في "العقد الفريد": "وكان مع عمر بن سعد ثلاثون رجلاً من أهل الكوفة، فقالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث خصال، فلا تقبلون منها شيئاً! فتحوَّلوا مع الحسين عليه السلام فقاتلوا معه. من هذه المقدمة عن الاصحاب كان لا بد من هذه الورشة للتعرف أكثر على أصحاب الإمام وأحوالهم وثباتهم.

الفقرة الأولى:  من هم؟
الأسلوب: 

•    تطلب القائدة من الدليلات أن يبحثن عن أسماء لأصحاب الإمام الحسين عليه السلام الشهداء.
•    تأخذ الإجابات منهن.
•    تعرض المادة العلمية

المادة العلميَّة:
أصحاب الإمام الحسين عليه السلام: فيهم:
•    صحابة لرسول الله صلى الله عليه وآله، كأنس بن الحارث، ومسلم بن عوسجة.
•    شيوخ القراء، كـ برير بن فضيل الهمدانيّ.
•    قادة أجهزة عسكرية وأمنية: كـ الحرّ بن يزيد الرياحيّ، وهو أحد أمراء الجيش الأمويّ، والحلاس بن عمر الراسبيّ، الذي كان قائد شرطة الإمام علي عليه السلام في الكوفة.
•    زعماء قبائل كـ حبيب بن مظاهر، وعابس بن شبيب الشاكريّ.
•    شخصيَّات اجتماعية بارزة كـ نافع بن هلال، وعمر بن عبد الله "أبي ثمامة الصائديّ" وسويد بن عمر.
•    عبيد كـ جون.

الفقرة الثانية: أنبقى بعدك
الأسلوب: 

•    ترسل القائدة مقطع فيديو يتحدث فيه سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله عن ربط الحاضر بالماضي وبالمستقبل ويذكر شعار أنبقى بعدك.


•    تعرض القائدة كلام للإمام الخميني يتحدث فيه عن الربط وخاصة عبارة "أن كل ما لدينا من عاشوراء"
المادة العلمية:

دروس من نهضة الإمام الحسين  في أقوال الإمام الخميني (قده) "لقد ضحى شعبنا بأرواح أبنائه من الأطفال الخُدج وحتى الشيوخ في سبيل الله تبارك وتعالى، اقتداءً بسيد الشهداء (سلام الله عليه)". "لقد علّم سيد الشهداء عليه السلام الجميع ماذا ينبغي عليهم فعله في مقابل الظلم والحكومات الجائرة. فرغم أنه كان يعلم منذ البداية أن عليه أن يضحي في طريقه الذي سلكه بجميع أنصاره وأهل بيته من أجل الإسلام، إلاّ أنه كان يعرف عاقبة هذا الطريق أيضاً". "ولولا نهضة الحسين عليه السلام تلك لتمكن يزيد وأتباعه من عرض الإسلام مقلوباً للناس، فهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية، وكانوا يكنون الحسد والحقد لأولياء الإسلام". "لقد تمكن سيد الشهداء عليه السلام من خلال تضحيته تلك وعلاوة على الحاق الهزيمة بهم، وبعد زعزعة أركان حكومتهم أن أدرك الناس بعد برهة حقيقة المصيبة العظمى التي حلت بهم ارشاد الجميع على مرّ التأريخ إلى الطريق الصائب الذي ينبغي أن يسلكوه". "لقد علم عليه السلام الناس أن لا يخشوا قلة العدد، فالعدد ليس هو الأساس، بل الأصل والمهم هو النوعية، والمهم هو كيفية التصدي للأعداء والنضال ضدهم والمقاومة بوجههم، فهذا هو الموصل إلى الهدف. من الممكن أن يكون عدد الأفراد كبيراً إلاّ أنّ نوعياتهم ليست بالمستوى المطلوب، ومن الممكن أن يكون عددهم قليلاً لكنهم أقوياء أشداء وشامخو الرؤوس". "فنفس القيمة التي تمتلكها تضحية الحسين عليه السلام عند الله تبارك وتعالى، ونفس الدور الذي لعبته في تأجيج نهضته تملكها أو تقاربها خطب السجاد عليه السلام وزينب أيضاً... فتأثيرها يعادل أو يقرب من تأثير تضحية الحسين عليه السلام بدمه". "لقد أفهمنا سيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، أنّ على النساء والرجال ألا يخافوا في مواجهة حكومة الجور. فقد وقفت زينب في مقابل يزيد وفي مجلسه وصرخت بوجهه وأهانته وأشبعته تحقيراً لم يتعرض له جميع بني أُمية طُراً في حياتهم. كما أنها عليها السلام والسجاد عليه السلام تحدثا وخطبا في الناس أثناء الطريق وفي الكوفة والشام، فقد ارتقى الإمام السجاد سلام الله عليه المنبر وأوضح حقيقة القضية وأكد أن الأمر ليس قياماً لاتباع الباطل بوجه أتباع الحق، وأشار إلى أن الأعداء قد شوهوا سمعتهم وحاولوا أن يتهموا الحسين عليه السلام بالخروج على الحكومة القائمة وعلى خليفة رسول الله!! لقد أعلن الإمام السجاد عليه السلام الحقيقة بصراحة على رؤوس الأشهاد، وهكذا فعلت زينب أيضاً". "وهكذا هو الأمر اليوم في بلدنا، فسيد الشهداء عليه السلام قد حدد تكليفنا، فلا تخشوا من قلة العدد ولا من الاستشهاد في ميدان الحرب، فكلما عظم هدف الإنسان وسمت غايته كان عليه أن يتحمل المشاق أكثر بنفس النسبة، فنحن لم ندرك بعدُ جيداً حجم الانتصار الذي حققناه، وسيدرك العالم فيما بعد عظمة النصر الذي حققه الشعب الإيراني". "وبنفس العظمة التي يتميز بها هذا النصر والجهاد يكون حجم المصائب والتحديات. وينبغي أن لا نتوقع أن لا تمسنا القوى الكبرى التي قطعنا أيديها عن بلدنا وسنقطعها إن شاء الله عن باقي دول المنطقة بأي سوء أو أذى، وعلينا أن لا نتوقع بعد تحقيقنا لهذه الانتصارات أن نبقى نرفل بالسلامة كما كنا في السابق". "لقد هيأ سيد المظلومين عليه السلام للجماهير وسيلة مكنتها من عقد اجتماعاتها بسهولة ودون الحاجة إلى بذل جهود كبرى. والإسلام جعل من المساجد خنادق ووسائل، لأن هذه المساجد والتجمعات وصلوات الجمعة والجماعة هيأت جميع ما يراد لتحقيق ما فيه مصلحة الإسلام وتقدم النهضة إلى الأمام، وخصوصاً مما تعلمناه من سيد الشهداءعليه السلام مما ينبغي عمله في ساحة الحرب وخارجها، وماذا يجب أن يعمله أولئك الذين يخوضون غمار الكفاح المسلح، وما هي واجبات المبلغين خلف جبهات القتال وكيف يقومون بذلك". "لقد تعلمنا من الحسين عليه السلام كيفية النضال والجهاد وكيفية المواجهة بين قلة من الناس وكثرة كاثرة، وكيفية الوقوف بوجه حكومة تعسفية جائرة تسيطر على كل مكان، كيف نقوم بذلك بعدد قليل... هذه أمور علمها سيد الشهداء عليه السلام لأبناء شعبنا. كما أن نجله الإمام السجاد عليه السلام وسائر أهل بيته عليهم السلام علمونا ماذا ينبغي عمله بعد وقوع المصيبة، هل ينبغي الاستسلام؟ هل يجب التخفيف والتقليل من النضال والجهاد؟ أم علينا أن نقتدي بزينب التي حلّ بها مصاب تصغر عنده المصائب؛ فوقفت بوجه الكفر والزندقة وتكلمت وخطبت كلما تطلّب الموقف وأوضحت الحقائق، تماماً كما مارس الإمام علي بن الحسين عليه السلام دوره التبليغي رغم الذي كان يعاني منه". "إنكم مكلفون بحفظ هذه النعمة الإلهية وهذه المنحة الربانية، مطالبون بشكر الله عليها، والشكر إنما يتحقق بممارسة التبليغ. بينوا للناس وأفهموهم ما فعله سيد الشهداء عليه السلام وما كان يريد تحقيقه والطريق الذي سلكه والنصر الذي تحقق له وللإسلام بعد شهادته، وضّحوا لهم أن ما فعله سيد الشهداء عليه السلام هو الجهاد من أجل الإسلام، وأنه كان يعلم أنه لن يتمكن بما تهيأ له من عدد قليل يقل عن المئة شخص من التغلب على ذلك النظام الظالم الذي يملك كل شي‏ء". "إن عليكم أن تدركوا مثلما نهض الحسين عليه السلام وثار بوجه كل تلك الأعداد المدججة بالسلاح حتى استشهد، فعلينا نحن أيضاً أن نثور وأن نوطن أنفسنا للشهادة ونحن مستعدون لذلك".

الفقرة الثالثة: الأصحاب والأعداء
الأسلوب: 

•    ترسل القائدة سؤالاً للدليلات: من منكن تعرف علاقه بعض أعداء الإمام الحسين عليه السلام بأهل البيت قبل معركة كربلاء؟
•    تأخد الاجابات من عدد من الدليلات.
•    تعقب بعدها بجدول مرفق يدل على تاريخ بعض الأصحاب الشهداء وبعض الاعداء.
•    ترسل فيديو الشيخ أكرم حول شهيد الصلاة.


المادة العلمية
 

أصحاب

أعداء

فيهم صحابة لرسول الله صلى الله عليه وآله كمسلم بن عوسجة: مسلم بن عوسجة الأسدي الذي كان عظيم الشأن جليل القدر فارساً شجاعاً أخلص في الولاء لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) وللإمام الحسين (عليه السلام)، فقد كان ممّن رأى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وسمع حديثه وروى عنه.

قيس بن الأشعث الكنديّ

كان قيس من أشراف الكوفة وأحد الذين كتبوا للحسين عليه السلام الرسائل من رؤساء القبائل يدعونه فيها للقدوم إلى الكوفة.

عبيد كـ جون.

اشتراه أمير المؤمنين (عليه السلام) من الفضل بن العباس بن عبد المطلب بمائة وخمسين ديناراً، ووهبه لأبي ذر لا ليخدمه فقط، بل ليتربى على يديه ويكون تلميذاً لذلك الصحابي المجاهد فيتعلم منه معنى الإسلام الحقيقي الذي جاء به نبي الإسلام

عمرو بن الحجّاج الزبيديّ

وهو أحد أشراف الكوفة ممّن كتب مع جماعة من أشرافها الرسائل إلى الإمام الحسين عليه السلام يدعونه فيها للمجيء إلى الكوفة

زعماء قبائل كـ حبيب بن مظاهر:

 كما كان لحبيب وأهل بيته الشرف الأكبر في صحبتهم للنبي (صلى الله عليه وآله) وولائهم لأهل بيته (عليهم السلام)

شمر بن ذي الجوشن

واسمه الحقيقيّ شرحبيل بن عمرو بن معاوية. شارك في معركة صفّين إلى جانب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وجرح في تلك المعركة

قادة أجهزة عسكرية وأمنية: كـ الحرّ بن يزيد الرياحيّ، وهو أحد أمراء الجيش الأمويّ  بداية المهمة العسكرية للحر بن يزيد الرياحي لملاقاة الحسين عليه السلام، وإذا لاحظنا الروايات والأخبار الواردة في كيفية خروج الحرّ من الكوفة

وهو من جملة شهداء عاشوراء الأجلاّء. وكان من الشخصيات البارزة في الكوفة، دعاه ابن زياد لمقاتلة الحسين وانتدبه على ألف فارس. يُروي أنّه لمّا خرج من قصر الإمارة لهذه المهمّة نودي من خلفه: أبشر يا حرُّ بخير

هو شريح بن حارث الكنديّ، أسلم في عهد النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وكان مقيماً في اليمن. عندما جاءوا بهاني بن عروة وشجّوا رأسه وجرحوا وجهه وألقوه في السجن هبّت عشيرته وحاصرت قصر ابن زياد، فخشي ابن زياد اجتماعهم ، إذ يرون أن قاتل هاني هو ابن زياد، لذلك أمر شريحاً أن يذهب ليرى بعينه أن هاني حي. اطّلع شريح على حياة هاني بنفسه ولكنه وجده مجروحاً، يقول شريح:أردت أن اذهب وأبلغ المجتمعين حول قصر الإمارة بوضع هانئ، لكن للأسف كان هناك جاسوس ابن زياد، فلم أستطع !ماذا يعني "لم أستطع"؟ لعلّ شريحاً لو كان فعل ذلك لتغيّر التاريخ، لو قال للناس إن هاني حي ولكنه في السجن، وابن زياد يريد قتله، ولم يكن ابن زياد قد استولى على الأمور بعد، لهجموا وأنقذوا هاني وأصبحوا أكثر قوة وشكيمة ولقبضوا على ابن زياد وقتلوه أو أخرجوه من هناك، ولاستتب أمر الكوفة للحسين عليه السلام ولما وقعت حادثة كربلاء.

والحلاس بن عمر الراسبيّ، الذي كان قائد شرطة الإمام علي عليه السلام في الكوفة. من شهداء كربلاء قتل في الحملة الأولى. وهو من بني أسد، يسكن الكوفة، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، حضر إلى كربلاء مع جيش عمر بن سعد. ثم التحق ليلاً بالحسين عليه السلام

شبث بن ربعيّ المذحجيّ: كان مؤذّناً لشخصٍ اسمه سجاح الذي ادّعى النبوّة في السنة الحادية عشرة للهجرة. وأسلم شبث بعد ذلك، وكان شبث أحد الساعين في قتل عثمان.
وفي أيّام خلافة أمير المؤمنين عليه السلام شارك إلى جانب أبي موسى الأشعريّ في تحذير أهل الكوفة من نصرة الإمام عليّ عليه السلام.

الفقرة الرابعة: أمهات مجاهدات
الأسلوب: 

•    تسرد القائدة القصص بطريقة مشوقة.
•    تطلب القائدة من الدليلات ذكر درس تعلمنه من هذه القصص.

المادة العلمية:
أم وهب:

هي بنت نمر بن قاسط و زوجة عبد اللّه بن عمير الكلبي، وقصتها هي أن زوجها عندما رأى الناس يستعدون ويتجهَّزون بالنخيلة للذهاب إلى قتال سبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الامام الحسين بن علي (عليه السلام) عَزَمَ على الذهاب لنصرته ومقاتلة هؤلاء الناس، قائلاً : واللّه لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً، وإني لأرجو ألاّ يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثواباً عند اللّه من ثوابه ايّاي في جهاد المشركين.
وعندما أخبر زوجته أم وهب وأعلمها بما يريد أن يفعله، قالت هذه المرأة الرشيدة والمؤمنة: أصبت، أصاب اللّه أرشد امورك، افعل وأخرجني معك، فخرج بها ليلاً حتى اتى الامام الحسين (عليه السَّلام) بكربلاء فأقاما معه، حتى صار يوم عاشوراء فلما برز يسار وسالم من جيش عمر بن سعد، قام عبد اللّه بن عمير الكلبي، فقال مخاطباً الحسين (عليه السَّلام): أبا عبد اللّه رحمك اللّه ائذن لي في الخروج اليهما.
فقال الحسين: إني لا حسبه للاقران قتّالاً، اخرج إن شئت، فخرج اليهما مرتجزاً وتقاتل معهما فقتلهما جميعاً بعد تراشق بالالفاظ . عندها أخذت ام وهب عموداً وأقبلت نحو زوجها وهي تقول له: فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد، فاقبل اليها يَرُدَّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه وهي تقول: إني لن أدَعَك دون أن اموت معك، فناداها الحسين (عليه السَّلام) وقال: جزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك اللّه إلى النساء فاجلسي معهن، فإنه ليس على النساء قتال.
وعندما قتل زوجها خرجت أم وهب تمشي إليه حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وهي تقول: هنيئاً لك الجنة، فقال شمر بن ذي الجوشن لعنه الله لغلام يسمى رستم : اضرب رأسها بالعمود، فضرب رأسها فشدخه فقتلت رحمها اللّه، وهي أول امرأة استشهدت في كربلاء مع الإمام الحسين (عليه السلام)
وروي أن أم وهب كانت تحث ابنها على القتال قائلة له: "قم يا بني فانصر ابن بنت رسول الله"، فاستأذن الحسين عليه السلام وانحدر إلى المعركة فقاتل حتى قتل جماعة ورجع إلى أمه، وقال: "أرضيتِ يا أماه"! فقالت: "لا أرضى حتى تقتل بين يدي أبي عبد الله".
فخرج من فوره وقتل تسعة عشر فارساً واثني عشر راجلاً، وقطعوا يمينه فصار يقاتل بشماله فقطعوا شماله، فأخذت زوجته عموداً من حديد وانحدرت إلى المعركة تقاتل معه، ولما لم يكن له بد من إرجاعها فانه عض بأسنانه على ثيابها ليرجعها إلى الخيمة فأفلتت نفسها منه وعادت إلى الحرب، فاستغاث بالحسين (عليه السلام)، فقال: جزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي إلى النساء بارك الله فيك فانه ليس عليكن قتال"، ولم يزل بها حتى أرجعها، فوقفت تنظر ما يكون من زوجها حتى قتل، فجاءت وجعلت تخضب شعرها بدمه، وتمسح جبينها بنحره، فأمر الشمر غلاماً يقال له رستم فضربها بعمود من الحديد فصرعت إلى جنب زوجها.
وحمل جسد وهب إلى ابن سعد (قائد حملة الأعداء) فجعل ينظر إليه ويقول: "ما أشد صولتك" وأمر بقطع رأسه ورمي به إلى معسكر الحسين عليه السلام فأخذته أمه وجعلت تمسح الدم والتراب عنه وتقول: "الحمد لله الذي بيّض وجهي بشهادتك بين يدي أبي عبد الله"، ثم قالت: "الحكم لله يا أمة السوء، إن النصارى في كنائسها، واليهود في بيّعها لخير منكم"، ثم رمت برأس ولدها نحو عسكر ابن سعد، ومن عجيب الاتفاق ما ذكر من أن الرأس قد أصاب صدر قاتل وهب وقتله
أم عمرو بن جنادة الأنصاري
بعد إن قتل زوجها في الحملة الأولى دفعت ولدها ليقاتل دون الحسين عليه السلام وكان شاباً وهو ابن إحدى عشرة سنة فجاء ولدها عمرو يستأذن الحسين (عليه السلام) فأبى أن يأذن له بالقتال، وقال: هذا غلام قتل أبوه في الحملة الأولى، ولعل أمه تكره ذلك، فقال الغلام: إن أمي أمرتني، فأذن له (عليه السلام)، ثم برز وهو يرتجز:
أميري حسين ونعم الأمير سرور فؤاد البشير النذير
علي وفاطمة والداه فهل تعلمون له من نظير
فما أسرع أن قتل ورمي برأسه إلى جهة الحسين، فأخذته أمه ومسحت الدم عنه، وضربت به رجلاً قريباً منها، فمات، وعادت إلى المخيم فأخذت عموداً، وهي تقول:
أنا عجوز في النساء ضعيفة خاوية بالية نحيفـــة ‏*** أضربكم بضربة عنيفــة دون بني فاطمة الشريفة، فردها الحسين إلى الخيمة، بعد أن أصابت بالعمود رجلين.


الفقرة الخامسة: كيف نكون من انصاره؟
الأسلوب: 

•    تطلب القائدة من الأرهاط الإجابة على سؤال كيف نكون من أنصار الإمام الحسين عليه السلام والإمام الحجة عجل الله فرجه.
•    تعرض القائدة مضمون المادة العلمية.

•   ترسل فيديو الشيخ أكرم بركات لتثبيت المعلومة.


المادة العلميّة:

لقد كان لأنصار أبي عبدالله الحسين عليه السلام صفات وسمات عرفوا بها وجعلتهم ينالوا وسام خير الأنصار ومن جملتها وأهمها:

أولا: كثرة العبادة والدعاء
الرواية تقول:وقام الحسين عليه السلام وأصحابه الّليل كله يصلّون ويستغفرون ويدعون، وباتوا ولهم دويّ كدويّ النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلاً.1

ثانيا: المحافظة على وقت الصلاة
عندما حل ظهر يوم عاشوراء - وكانت رحى الحرب دائرة والخطر محدقٌ بالجميع قال أحد أصحاب الحسين عليه السلام للإمام: ها قد حلّ وقت الصلاة، فقال له الإمام سلام الله عليه: ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين الذاكرين. ثم وقف في مكانه وصلى. 
ثالثا: الإستئناس بلقاء الله
وسر الإستئناس بلقاء الله تعالى وبالموت في شخصية الأنصار كشفته في ليلة العاشر العقيلة زينب عليها السلام عندما قالت لأخيها الحسين عليه السلام: أخي هل إستعلمت من أصحابك نياتهم فإني أخشى أن يسلموك عند الوثبة، واصطكاك الأسنة.

فبكى عليه السلام وقال: أما والله لقد لهزتهم وبلوتهم، وليس فيهم إلا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني إستيناس الطفل بلبن أمه. 4

رابعا: التضحية وروح المناصرة
لما كان اليوم العاشر وقتل اصحاب الحسين وجعل الحسين ينادي: ألاهل من ناصر فينصرنا، فسمعته النساء والاطفال فتصارخن، وسمع سعد واخوه أبو الحتوف النداء من الحسين والصراخ من عياله، قالا: إنا نقول لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصاه، وهذا الحسين بن بنت نبينا محمد ونحن نرجو شفاعة جده يوم القيامة فكيف نقاتله وهو بهذا الحال لا ناصر له ولا معين، فمالا بسيفيهما مع الحسين على اعدائه وجعلا يقاتلان قريبا منه حتى قتلا جمعا وجرحا آخر ثم قتلا معا في مكان واحد، وختم لهما بالسعادة الابدية. 5

خامساً: الإخلاص والطاعة
لقد مر أنصارالإمام الحسين عليه السلام في اختبارعسير يوم خيرهم قائدهم الإمام المعصوم على الرحيل وحين حثهم على النجاة بأنفسهم في ليلة العاشر من المحرم قائلا لهم: ( هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله، فإن القوم إنما يطلبوني، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري ).

هنا في هذا الموضع المصيري كمن إخلاص الأنصار وبانت مواقفهم الجريئة والشريفة فأبوا أن يموتون دون الحسين عليه السلام وآثروا البقاء معه إلى النهاية واستشهدوا جميعا.

وأيضا بان إخلاص الأنصار في يوم عاشوراء وهم يتسابقون الواحد تلو الآخر يتقدمون نحو مواجهة الرماح والحتوف، وقد رفضوا حياة الذل والخنوع وطلقوا جرائرهم وودائعهم وما يملكون كل ذالك فداء للغريب الحسين المظلوم..

سادسا: الوعي والبصيرة النافذة
شهداء كربلاء رضوان الله تعالى عليهم كانوا يقاتلون مع الحسين عليه السلام بوعي وبصيرة نافذة لا لأجل شهرة ولا لأجل سلطة ولا جاه ولا لأي مكسب مادي من مكاسب الحياة بل إنهم دخلوا المعركة وهم يعلمون أنهم سوف يقتلون لأن سيدهم وقائدهم الحسين عليه السلام أطلعهم بذلك وقال: "إني غداً لمقتول وأنتم جميعاً ستقتلون"

فقالواجميعاً: الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك، وشرّفنا بالقتل معك، أَوَ لا نرضى إلا أن نكون معك في درجتك يابن رسول الله.

بهذا الوعي المتكامل وبهذه البصيرة النافذة المتفتحة والرؤية الواضحة لحسن الخاتمة والعاقبة رابطوامع الحسين عليه السلام واستشهدوا معه وهذه كانت من أبرز السمات اللامعة في شخصيات أنصار أبي عبدالله الحسين عليه السلام.

سابعاً: الشجاعة والثبات
قال بعض المؤرخين يصف قتالهم يوم العاشر من المحرم: وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشد قتال خلقه الله.

الامر الذي يدل على صدق نياتهم وشدة وثباتهم، وناهيك عن شهادة أعدائهم لهم بذلك، قيل لرجل شهد الطف مع ابن سعد: ويحك أقتلتم ذرية الرسول ؟

فقال: عضضت بالجندل، إنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا، ثارت علينا عصابةٌ أيديها على مقابض سيوفها كالاسود الضارية تحطم الفرسان يميناً وشمالاً تلقي نفسها على الموت، لا تقبل الامان ولا ترغب في المال ولا يحول حائلٌ بينها وبين المنية أو الاستيلأ على الملك، فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها فما كنا فاعلين لا اُمَّ لك.

ثامناً: الشوق للشهادة في سبيل الله
وعلى هذا الشوق الملتهب للشهادة ابتذر جميع أنصار سيد الشهداء عليه السلام فذادوا عن شرف هذه الأمة ودافعو عن مبادئ العقيدة الإسلامية بكل تفاني وهذه الروح الكبيرة يجب أن تكون لدى الجندي والمحارب المسلم فيتوق إلى الشهادة في سبيل الله ويدافع عن وطنه وأرضه ومقدساته وأهله وعزته وكرامته ودينه بالإستبسال والرغبة والشوق إلى لقاء ربه
 

الفقرة السادسة: يا ليتنا كنا معكم
الأسلوب:

•    تسرد القائدة المقدمة.
•    ترسل اللعبة التفاعلية لتاكيد القيم العاشورائية (https://www.wordwall.net/play/20167/903/405 )

رابط اللعبة
•    تعقب القائدة بمضمون المادة العلمية.
•    ترسل القائدة رابط لطمية عشق بعد الانتهاء من عرض المادة العلميّة.

المادة العلمية:

منذ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ونداء "يا ليتنا كنّا معكم" يخترق التاريخ، معلناً شوق المحبّين وأمنيّتهم لو كانوا حاضرين في كربلاء سنة 61 للهجرة وتشرّفوا بنصرة سيّد الشهداء عليه السلام. وكما هو معروف، فإنّ كلمة "ليت" أداة تمنٍّ تتعلّق بالمستحيل غالباً وبالممكن قليلاً، إلّا أنّ هذا المستحيل استحال واقعاً، فتحوّلت "يا ليتنا كنّا معكم" إلى "لبّيك يا حسين"، على أيدي مجاهدي الثورة الإسلاميّة في إيران والمقاومة الإسلاميّة في لبنان، الذين تمثّلوا بأنصار الإمام الحسين عليه السلام، بذلوا التضحيات، واستشهد الكثير منهم، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً.
ونحن -الآن- يمكن لكلٍّ منّا أن يتعدّى بـ"يا ليتنا كنّا معكم" من حيّز التمنّي والقول إلى حيّز الفعل والتطبيق ليلبّي نداء الحسين عليه السلام، فيكون:
•     حرّاً كالحرّ الرياحيّ: إنّي -والله- أخيّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطِّعت وحُرقت".
•    مدافعاً عن إمامه كزهير بن القين: والله، لوددّت أنّي قُتِلت ثمّ نُشِرت ثمّ قُتِلت حتّى أُقتَل كذا ألف قتلة، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك".
•    فدائيّاً كعابس الشاكريّ: الذي ألقى درعه وخوذته وبرز بقميصه نحو الأعداء: "ولو قدرت على أن أدفع عنك الضَّيم والقتل بشيء أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته".
•     حافظاً الوصيّة كسعيد الحنفيّ: لا والله -يا ابن رسول الله- لا نخلّيك أبداً حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا فيك وصيّة رسوله محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، ولو علمت أنّي أُقتَل فيك ثمّ أحيا ثمّ أذرى، يُفعل ذلك بي سبعون مرّة، ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك"، الذي جعل جسده درعاً للإمام عليه السلام وهو يُقيم ليصلّي، لئلّا تصيبه السهام، فاستقبل سعيد السهام بوجهه وصدره ويديه ومقادم بدنه حتّى سقط إلى الأرض، بعد أن أصاب جسده ثلاثة عشر سهماً سوى ضربات السيوف والرماح. بعد هذا كلّه، سأل سعيد إمامه قائلاً: "أوفيت يا ابن رسول الله؟
•    ملازماً إمامه "كبشر الحضرمي: "أكلتني السباع حيّاً إن أنا فارقتك يا أبا عبد الله".
•    مؤدّياً الصلاة مع إمامه "كأبي ثمامة الصائديّ: "يا أبا عبد الله... ولا والله لا تُقتل حتّى أُقتل دونك إن شاء الله، وأحبّ أن ألقى الله ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها
•     ثابتاً في السرّاء والضرّاء "كالمولى جَون: "يا ابن رسول الله، أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدّة أخذلكم...؟ لا -والله- لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسوَد مع دمائكم"
•    مؤثراً إمامه "كنافع بن هلال": "لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان".
صورٌ من الفداء والإباء جسّدها هؤلاء الأصحاب، جعلتهم الأوفى والأبرّ على لسان إمامهم عليه السلام، فلنُعدّ أنفسنا لنكون الأوفى والأبرّ لإمام زماننا عجل الله تعالى فرجه الشريف.


مواد علمية مساعدة:
بعض من صحابة الإمام الحسين عليه السلام:
هانئ بن عروة المراديّ: وكان كأبيه عروة بن نمران من أصحاب النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من الشخصيّات الشيعيّة المشهورة، وقد شارك هانئ بن عروة مع أمير المؤمنين عليه السلام أيّام خلافته في حروبه الثلاثة. وكان رضوان الله عليه زعيم قبيلة بني مراد وتحت لوائه وإمرته أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجلٍ. وفي عهد معاوية كان بصحبة حجر بن عديّ فأراد معاوية قتله لكن شفع فيه بعضهم، فلم يقتله. وعندما ورد مسلم بن عقيل إلى الكوفة ورأى خذلان أهلها أوى إلى منزل هانئ، ووصل الخبر إلى ابن زياد عبر أحد العيون، فافتُضح أمر مسلم، واعتقل هانئ بن عروة، فعذّبه عذاباً شديداً حتّى يسلّمه مسلم، لكنّه لم يرضخ لهذا الذلّ والعار وقال في جوابهم: "والله عليّ في ذلك من أعظم العارّ أن يكون مسلم في جواري وضيفي وهو رسول ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا حيٌّ صحيح الساعدين كثير الأعوان، والله لو لم أكن إلّا وحدي ليس لي ناصرٌ لما سلّمته إليه أبداً حتّى أموت"30. وقلق بنو مذحج على أوضاع هانئ فحاصروا قصر ابن زياد، فخرج إليهم شريح القاضي ودعاهم إلى الهدوء مخبراً إيّاهم سلامة هانئ بن عروة، وأنّه لم يقتل وحينئذٍ خدع القوم ورجعوا وانصرفوا عنه، وبقي هانئ محبوساً حتّى اعتقل مسلم، فقتلهما ابن زياد في يوم واحد في الثامن من ذي الحجّة سنة 60 للهجرة31 وكان عمر هانئ حين شهادته يربو على التسعين سنة32. وقيل إنّ هانئ لمّا أخرج من حبسه أخذ إلى السوق في ناحية للقصّابين وهو يستصرخ قبيلته: وا مذحجاه، فلم يجبه أحد منهم، وأمر عبيد الله بن زياد بضرب عنقه، فضربه غلام له اسمه رشيد بالسيف على عنقه فقتله وقطع رأسه وصلب جسده، وأرسل برأسه مع رأس مسلم بن عقيل إلى يزيد بن معاوية33. ولمّا بلغ الحسين عليه السلام خبر استشهاد مسلم وهانئ استعبر وبكى بكاءً شديداًوهو يكرّر قوله تعالى: ﴿إِنَّا لِلهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾، ويقول: "رحمة الله عليهما"


بعض المتخلفين عن الإمام الحسين عليه السلام
" الضحّاك المشرقي": ناصر من أنصار الإمام، وجندي من جنوده. تحمل الجوع والعطش والحصار .. طيلة أيام كربلاء .. سمع خطب الحسين ودروسه .. عاش أجواء ليلة العاشر.  .. سمع حوارات زينب مع أخيها، سمع كلمات العباس، سمع مواقف الأصحاب.. يوم عاشوراء. شارك في الحملة الأولى مع جيش الحسين.. قاتل .. سمع الحسين يدعو له: "لا تشلَل، لا يقطع الله يدك. جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيك (صلى الله عليه وآله)"...  شاهد كيف يتساقط رفاقه..الواحد تلو الاخر، كأوراق الخريف.. سمع نداءات الحسين واستنصاره. .. سمع عويل الأطفال والنساء عند تساقط السهام .. لكن! عند الظهر ، ينظر.. فلا يجد مع الحسين إلّا نفر قليل .. يأتي إلى الحسين مُستأذِناً .. ..  للإنصراف! يأذن له الحسين.. بكل برودة أعصاب، يضرب فرسه منهزماً..
ويترك الحسين.. لينجو بنفسه! بربِّك ..اي قلبٍ تحمل يا هذا؟! ..
حقاً.. العِبرَة في النهايات.  اللهم ارزقنا الثبات، ثم الثبات، ثم الثبات.

الأحنف بن قيس التميميّ:
اسمه الضحّاك أو صخر لكنّه اشتهر باسم الأحنف، ولد في عهد نبيّ الإسلام محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إلّا أنّه لم يره، كان من أشراف التميميّين في البصرة. وأقبل الأحنف في جماعة من قومه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسأله عن أفعاله في حرب الجمل وقال له: "هل أنت معي فأعلم؟"، فأجابه الأحنف: "يا أمير المؤمنين اختر منّي واحدة من اثنين إمّا أن أكون معك مع مائتي رجلٍ من قومي وإمّا أن أردّ عنك أربعة آلاف سيف".
فقال الإمام عليّ عليه السلام:"لا بل ردّهم عنّي". وقد كان سلوك الأحنف مع الإمام عليّ عليه السلام ضبابيّاً إذ تكلّم معه عن الشائعات فقال له:"إنّ أهل البصرة يقولون: بأنّك إن ظفرت بهم غداً قتلت رجالهم وسبيت ذريّتهم ونساءهم"، فأجابه الإمام عليه السلام "ليس مثلي من يخاف هذا منه".
ثمّ إنّ الأحنف بن قيس وإن شارك في جيش أمير المؤمنين عليه السلام في حرب صفّين إلّا أنّه نقل عنه قوله:"لقد أهلكت العرب"، وعندما قُرئت رسالة معاوية إلى أهل البصرة يرغّبهم فيها في قتال أمير المؤمنين عليه السلام لم يلتفت الأحنف إلى اصطفاف جبهة الحقّ في مقابل جبهة الباطل، وقال كما يقال في المثل:"أمّا أنا فلا ناقة لي في هذا ولا جمل".ويذكر ابن أعثم الكوفيّ أنّ معاوية لمّا استخبر رأي زعماء قبائل العرب حول ولاية العهد ليزيد، أجابه الأحنف بن قيس بعنوان كونه كبير أهل البصرة فقال له:"أنت أعلمنا بيزيد في ليله ونهاره ومدخله ومخرجه وسرّه وعلانيته، فإن كنت تعلمه لله عزَّ وجلَّ ولهذه الأمّة رضا فلا تشاورنّ فيه أحداً من الناس، وإن كنت تعلم غير ذلك فلا تزوّده الدنيا وأنت ماضٍ إلى الآخرة، فإن قلنا ما علينا أن نقول سمعنا وأطعنا"، فسرّ معاوية من حديث الأحنف وقال له: "أحسنت يا أبا بحر جزاك الله عن السمع والطاعة خيراً".وعندما كان الإمام الحسين عليه السلام في مكّة وقبل تحرّكه إلى العراق بعث برسائله إلى رؤساء الأخماس وبعض كبار أهل البصرة وممّن بعث إليه كان الأحنف بن قيس حين طلب منه البيعة وقال له:"وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أُميتت وإنّ البدعة قد أحييت، فإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد".فقام الأحنف بإخفاء رسالة الإمام الحسين عليه السلام ومن ثمّ بعث كتاباً إلى الإمام عليه السلام يوصيه فيه بالصبر، وحذّر الناس من الحرب، وقال لمن حوله:"قد جربنا آل أبي الحسن- أي أمير المؤمنين عليه السلام - فلم نجد عندهم أيالة للملك ولا جمعاً للمال ولا مكيدة في الحرب".ثمّ إنّ الأحنف بن قيس شارك وساعد عبد الله بن الزبير وكان رفيقاً له في قتل المختار، وتوفّي في الكوفة سنة 67 من الهجرة.

الاختتام: 
دعاء الحجة عجل الله فرجه 

دليلة
3560قراءة
2021-08-16 14:50:44

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا