حقيقة عاشوراء عند الامام الخمينيّ (قُدّس سرّه)
"إنّ كل ما لدينا هو من عاشوراء"
- الإمام الخمينيّ (قُدّس سرّه)
هكذا، وبرؤيةٍ لا ضبابيّة فيها، وبوضوحٍ تامٍّ، وبنظرةٍ واقعيّةٍ، يرى الإمام الخمينيّ (قُدّس سرّه) أنّ الذي صان الإسلام وأبقاه حيًّا حتّى وصل إلينا، هو ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء، ولكي تبقى هذه الانجازات التي وصلت إلينا عبر تضحيات ثلّةٍ مؤمنةٍ قليلةٍ مستمرّةً ومتواصلةً، علينا أن نفهم المعاني والعِبر الحيّة من هذا النهوض الحسينيّ المحمّديّ الأصيل.
حقيقة عاشوراء بحسب ما ورد من أقوال الإمام الخمينيّ (قُدّس سرّه) باعتبارها ح دثًا يتخطّى حدود الزمان والمكان، حيث إنّ مؤثّريّة شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وتضحياتهم لا زالت تفعل فعلها بكلّ أرضٍ وكلّ زمنٍ مهما اختلفت الألسن والألوان والأعراق وحتّى الأديان.
لذا فإنّ النهضة الحسينيّة في عاشوراء إلٰهيّةٌ بكلّ تفاصيلها، وإنسانيّةٌ بمحض شمول مفاعيلها وتأثيراتها لكلّ حرّ. وعن ذلك يقول الإمام (قُدّس سرّه): «ينبغي لنا أن ندرك أبعاد هذه الشهادة ونَعِي عمقها وتأثيرها في العالم ونلتفت إلى أنّ تأثيرها ما زال مشهودًا اليوم أيضًا».
وبحسب قول الإمام الخمينيّ (قُدّس سرّه) فبالإضافة إلى كون النهضة الحسينيّة قيامًا للّٰه وأداءً للتكليف الإلٰهي، لكنّها أيضًا حركةً سياسيّةً كبرى بكلّ تفاصيلها من أوّل خطوةٍ فيها حتّى الشهادة، وعن ذلك تحدّث (قُدّس سرّه): «إنّ مجيء سيّد الشهداء إلى مكّة وخروجه منها بتلك الحال، يُعدّ حركةً سياسيّةً كبيرةً، ففي الوقت الذي كان فيه الحجيج يدخلون مكّة كان الحسين يغادرها وهي حركةٌ سياسيّةٌ، فكلّ سلوكيّات الحسين وأعماله كانت سياسيّةً إسلاميّةً، وهي التي قضت على بني أميّة ولولا ذاك الدم لكان سُحِق الإسلام وانتهى».
ويقول عن كون نهضة سيّد الشهداء قيامًا للّٰه: «والرسول الأكرم هو الوسيط. ليست أكثر من موعظةٍ واحدة هي: «إنّما أعظكم بواحدة أن تقوموا للّٰه»، قوموا للّٰه عندما تشاهدون الخطر يُحدِق بدين اللّٰه.
أمانة برامج القادة
1959قراءة
2016-01-18 08:50:23