12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المسرح >> ها هو اليتيم بعين الله

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

ها هو اليتيم بعين الله

" لهذا العمل قيمةٌ عظيمةٌ تستحقُّ العمل، وبذل المساعي، وإن طال العقدان من الزمن ولم تأتِ بغيره".


بهذه العبارات توجّه سماحة القائد حفظه الله لكاتب رواية "ها هو اليتيم بعين الله" محمد رضا سرشار (رهكذر)، والتي تتناول حياة النبي محمد صلى الله عليه وآله من الولادة المباركة إلى البعثة الشريفة.

وقد قدّم الكاتب والناقد محمد رضا سرشار الرواية بأسلوب بديع، فالبناء العام للرواية متقنٌ للغاية ويتّصف بالعالمية، وقد استطاع نقل القارئ إلى عالم القصة في كل تفاصيلها، بجذبةٍ روحيةٍ عاليةٍ اختلطت بروحيته العالية، فيدرك القارئ من خلال هذه الرواية كيف أنّ نبيَّ الإسلام الذي ولد يتيماً ونشأ يتيماً، إنّما كان في الحقيقة بعين الله وحده ينشأ، وعلى يديه جلَّ وعلا يُصنع.
وفي الأحداث المترابطة والمتسلسة لهذه الرواية يوجد شتى أنواع الصراعات، ويوجد معلومات تاريخية جمّة، قُدِّمت أيضاً بأسلوب شيّق. فالكاتب البارع مزج بين التأريخ والأدب، ليكوّن صورة فنية أنيقة.

وعن لغةِ هذه الرواية، تقول الدكتورة المتواضعة حليفة التوفيق " بتول مشكين فام "، والتي عملت على مدى ثلاثة سنواتٍ في تعريب هذه الرواية بروحية عالية، أنّها نالت تنويهاتٍ كثيرة على براعتها في اختيار المفردات، إلا أنها أنصفت الكاتب حين كانت تجيب أنّها عرّبت ما كتبه صاحب الرواية، فالمصطلحات والعبارات والصور التي استخدمها الكاتب من الأدب الفارسي تعدّ من الأورع، وبالتالي فهي ليست من ابتدعها.

في الرواية ينقلك الكاتب إلى مجتمع مكة وجاهليته، ومعاناة أهل الخير فيه والصراعات التي يعيشها هؤلاء، ويقرّبك من شخصية عبد المطلب، فتذوب مع الكاتب بودّه، وتذوب حباً بأم النبي آمنة وبأبيه عبد الله، وعمّه أبو طالب، والحمزة، وتتعرّف من جديد على حليمة السعدية فكأنك ما عرفاتها من قبل، وترقّ لذكر خديجة، ويضطرب قلبك في عشق علي.. إنك في هذه الرواية تختبر كل وجدانك فالأحداث تتغلغل عميقاً في وجدانك. وفي هذه الرواية إعمال للفكر حتى يتعرف القارئ على الأرضية التي جاء بها خاتم الرسل فيدرك عظمة الرسالة التي جاء بها.

رزق عبد المطلب (أبو الحارث) بولد سماه عبد الله وتعلق قلبه به، وكان عبد الله لشدة جماله وهيبته محط أحلام فتيات قريش، إلا أن بحثه عن كريمة من نسل كرام شده إلى آمنة بنت وهب فتزوجها. وفي فترة حملها غادرها في تجارة لم يعد منها. فولد محمد يتيماً، وغرقت آمنة في حزنها. وفي البادية كانت نشأة محمد على يدي حليمة السعدية الوقور.. ومرة أخرى تجدد اليتم بفقد محمد لأمه في أول سفر له معها لقبر أبيه. وفي كنف الجد العطوف، ثم العم الفقير نشأ محمد.. وكانت تنشأ مع محمد سمات لم يُر مثلها من البركة، والذكاء، وإعمال الفكر والتأمل، والصدق والأمانة..
صار محمد يعمل في التجارة والرعي مع عمه.. إلى أن انتقل للعمل في تجارة خديجة.. التي لم ترض لها زوجا من الخُطاب غير محمّد... وكان محمد كثير التردد كجده لغار في جبل النور.. وهناك.. أتاه نداء اقرأ..

إنك تقرأ كأنك تشاهد فيلماً سينمائياً دقيق التفاصيل، مترابط الأحداث، متسلسلاً.. والقارئ للمجلد الأول ينتظر حتماً - بفارغ الصبر - انتهاء تعريب المجلد الثاني..
- ننصح بقراءة هذه الرواية

فنون
1875قراءة
2016-01-10 16:10:22

تعليقات الزوار


تنمية مجتمع