12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> التسرُّع والعجلة

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis


التسرُّع والعجلة

في وصيّة لمالِك الأشتر، يقولُ أمير المؤمنين (ع): "إياكَ والعجلة بالأمور قبلَ أوانِها والتساقط فيها عندَ إمكانِها"....
مِن فرادة الإسلام إتصافُه بالاعتدال في الحكم والإنصاف في الفهم، لأنَّ الدينَ العالمي والخاتم يجب أن يلحَظ كلّ مناحي المفهوم قبل اتخاذ الموقف منه.
ومن موارد العظمة في الدين حديثه عن العجلة والتسرّع. حيث يحكم عليهما باعتبار ما يتعلق بهما، فإن كان المتعلِّقُ مُبهماً غير واضح فالحكم هو عدم العجلة، ولكن لو كان الأمر خيّراً فالاستعجال مهم بل مُحبَّب، والمعيار هو رضا المولى، الذي هو الخطُّ الفاصل بين التّسرّع المذموم في الأمور والمسارعة الممدوحة في الأعمال.
فمن جهة نجد القرآن واضحاً في ذمّ التّسرّع حيث يذكرُ خلق الإنسان من عجل وينبّه الرسول الى عدم الإستعجال بالقرآن وغيرها من الآيات التي تذكر إستعجال داوود في الحكم واستعجال موسى في معرفة حقيقة أفعال الخضر... وغيرها من الأحاديث التي تذكر عواقب العجلة، حيث يقول علي (ع) :"من ركِبَ العجل ركبتهُ النّدامة"، ويحذّر من أنه "مع العجلِ يكثُرُ الزلل"، وينبّه باعتبار أنه "إنما أهلكَ الناسَ العجلةُ ولو أنَّ الناسَ تثبتوا لم يهلك أحد"، ويذكر أن مصدر العجلة بأنها من الشيطان.

ومن جهة أخرى نجدُ القرآن حافِلاً بمدح المسارعة في أمور محدّدة، حيث يأمر: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، ويصِفُ حالَ الصالحين بأنهم يُسارعِون في الخيرات ويتسابقون إليها.كما أنّ الرسول (ص) يُشدِّد على " أنّ اللهَ يحبُّ من الخير ما يعجّل "، وأمير المؤمنين يؤكِّد لأصحابه: "بادروا بعملِ الخير قبل أن تشغلوا عنه بغيره".
مِن هاتين الجهتين نفهمُ وصيّةَ أمير المؤمنين (ع)، فعندما يتعلق الأمرُ بالخير فعليك بالمسارعة والإستعجال لطرق الباب قبل إيصاده وسلوك الطريق قبل إقفاله، لأنّ الشيطانَ يترصّد بك ليثنيَك عنه ويمكر بك ليقلبك عليه، حيث يقولُ الصادق (ع): "إذا همّ أحدُكم بخير أو صلة فإنّ عن يمينه وشماله شياطين، فليُبادر، لا يكفّاه عن ذلك"، فعند إمكان الأمور وظهور الخير فيها يجب عدم التساقط عنها. أما باقي الأمور التي لم تخضع للتدقيق العقلي والتحقيق الذهني أو التي تواجه الإنسان في حياته العملية فعليه بالتّأنّي والتثبّت وعدم العجلة والتسرّع وإلا سيقع في أتون الندامة ودوّامة الملامة. فالثمرة لا عبرة بقطفها قبل أن تنضج ولا فائدة من ذلك بعد أن تهرم وتشيخ، بل عند النضوج يجب المسارعة الى جنيِها، فلا تُبكّر وتضيِّع وقتك في الإنتظار ولا تتمّهل حتى يفوتَك القِطار وهذا هو الفلاح المبين.

 

 

أمانة برامج الإختصاصات
1283قراءة
2016-01-07 20:08:31

تعليقات الزوار


الأنشطة الثقافية