12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> كيف نصل إلى التقوى بالصّوم؟

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

كيف نصل إلى التقوى بالصّوم؟

 

إنّ الوصول إلى التّقوى التي يتغلّب فيها سلطان العقل على باقي قوى النّفس يحتاج إلى أمور:


الأول: البناء المعرفي: وهو يبدأ من تعزيز الاعتقاد بالله تعالى وصفاته، وأنّه حكيم. ويستمر هذا البناء حينما يعزّز الإنسان اعتقاده بالحياة في الآخرة، وأنها هي الحياة الحقيقية، وأن الدنيا هي محطة عبور إلى تلك الحياة، يتخللها الكثير من الموهمات بكونها كمالات، وهي ليست كمالات.


الثاني: البناء العملي: لا بدّ في هذه المرحلة من إضافة شيء إلى المعرفة والاعتقاد، ألا وهو الدخول في تدريب عملي بكسر الحواجز النفسية الموهمة. فالتحول إلى الوضع الموائم بين الاعتقاد والسلوك يحتاج إلى عمل إضافة إلى الاعتقاد، وهذا ما انتهجه الدين لإيصال الإنسان إلى كماله، فهو لم يقتصر على الدعوة إلى التفكر الذي يفضي إلى الاعتقاد العقلي، بل دعت إلى أعمال وممارسات لها أثرها في تحوّل ذلك الاعتقاد إلى سلوك، تلخّص بـ :

1. الصلاة التي فيها قيام وركوع وسجود تمثل حالة التذلل أمام الله على المستوى العملي.

2. الحج الذي هو مخيم تدريبي لتربية النفس وتعويدها على التواضع والتذلل لله تعالى، والتسليم له في كل ما يريده، وذلك من خلال مسار عملي يبتدئ بخلع لباس الدنيا ولبس ثوب هو أشبه بالكفن يسير به الإنسان طائفاً حول بين من أحجار. كل مراسم الحج يضيف للإنسان اعتقاده بوجوب التسليم تسليماً عملياً لأمر الله تعالى.

3. الصوم الذي هو بمثابة مدرسة عملية، في مخيم زماني وهو شهر رمضان، يساعد في تحقيق التقوى والحصانة من خلال اكتشاف الإنسان لإرادته التي يتعرف عملياً في الصوم على أنها قادرة على لجم الشهوات مما يساهم في تحقيق التقوى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 183]


الثالث: البناء الروحي: ولعلّ عشق العبادة التي منها الصيام يتبين حينما نتعرّف على معنى العشق في اللغة، فإن كلمة العشق مأخوذة من نبتة تسمّى عشقة تلصق نفسها بشجرة تعيش عليها، ولا تتركها حتة تذبل الشجرة، فيقال لها: أصابتها عشقة. وهذا العشق للصيام يوصل الإنسان إلى القرب الإلهي الذي يبين الله تعالى مرتبته بقوله في الحديث القدسي الوارد: "الصوم لي وأنا أجزي به".


فهلمّوا يا أحباب الله لنستغل ما تبقى من أيام شهر رمضان القليلة لنخلص النية في صومنا وأعمالنا علّنا نصل إلى القرب الإلهي.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب شهر الله، الشيخ أكرم بركات، بيت السراج.

 

الأنشطة الثقافية
1191قراءة
2016-01-07 14:32:25

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا