12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> تحسين الخلق...في ظل الصيام

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

تحسين الخلق...في ظل الصيام

الأخلاق أمر مطلوب في كل الشهور إلا أنه يتأكد في شهر رمضان لأنه شهر الله شهر القرآن شهر الصيام وتوجد فيه من الظروف والأجواء ما لا توجد في غيره ففيه يدخل الإنسان المؤمن دوره تربوية وهو في ضيافة الله ليصنع من نفسه إنسانا يكون بمستوى الأمانة التي أبت الجبال والسموات والأرض أن يحملنها واشفقن منها ليكون الإنسان المؤمن قادرا على النهوض بأعباء الخلافة في هذه الأرض.

إن العلاقة بين الصوم والأخلاق علاقة قوية في منهج الإسلام يقول الأسوة الحسنة (ص) : (من صام شهر رمضان وحفظ فرجه ولسانه وكف أذاه عن الناس غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر واعتقه من النار واحله دار القرار وقبل شفاعته بعدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد).

وفي الكافي أن رسول الله (ص) سمع إمرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله بطعام وقال لها : كلي فقالت أني صائمة , فقال (ص) : (كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك إن الصوم ليس من الطعام والشراب) , وهكذا يربط منهج الله الحق بين الصيام والأخلاق ربطا محكما ولا يرتضي أن يكون الصوم صوما عن الأكل والشرب فقط ويؤكد هذا حديث آخر ورد عن حفيد رسول الله الأمام الصادق (ع) حيث يقول : (إن الصوم ليس من الطعام والشراب إنما جعل الله ذلك حجابا مما سواهما من الفعل والقول...).

إن الإسلام العظيم المنهج الرباني الكريم يريد من الإنسان المسلم أن يخرج بنتيجة إيجالية وهو يقوم بأداء فريضة الصيام يريده أن يكون كما يريد له خالقه أن يكون يريده أن يعمل بارادته واختياره وجهده الهادف على توفير الشرط الضروري والأساس للتغيير الإجتماعي المنشود إلا وهو تغيير النفوس بتعبيدها لربها وتحرريرها مما سواه وهذا الشرط لايمكن أن يتحقق بالكف عن الطعام والشراب والجنس فقط.

إن الإنغلاق على الحاجات المادية الضرورية في شهر رمضان ونحن في ضيافة الله وفي ظل الأجواء والظروف الخاصة ينبغي أن يصاحبه انفتاح على القيم والمثل والتطلعات الروحية , وفي مقدمتها تحسين الخلق , يقول الرسول (ص) : (ما من عبد صائم يشتم فيقول : سلام عليك لا اشتمك كما تشتمني إلا قال الرب تبارك وتعالى : استجار عبدي بالصوم من شر عبدي وقد اجرته من النار).

ان هناك علاقة قوية لا تنفصم بين الصوم كتشريع والأخلاق كسلوك والعقيدة كأساس وقاعدة .

أما علاقة الصوم بالأخلاق فقد اتضحت من خلال دعوه الأسلام المكثفة المركزة لتجاوز الصوم الظاهري عن الضرورات من أكل وشرب وجماع إلى الصوم عن كل السيئات والأنفتاح على كل المعاني الجميلة النظيفة, وقد ذكرنا من الأحاديث ما يكفي لأثبات هذه العلاقة.

أما علاقة الصوم بالعقيدة , فهي أيضا واضحة من خلال توجيه النداء بالصيام إلى المؤمنين حيث تقول الآية المباركة :
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام .....) والسر أن المؤمنين هم الذين ينفذون التكاليف لاعتقادهم وايمانهم بالله وإذا ثبتت العلاقة بين الصوم والأخلاق من جهة والعلاقة بين الصوم والعقيدة من جهة ثانية سهل علينا إثبات العلاقة بين الأخلاق والعقيدة بالتعويض كما يقول أهل الهندسة.

الأنشطة الثقافية
1015قراءة
2016-01-07 13:28:52

تعليقات الزوار


ghadeer