12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القرآن الكريم >> اللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

اللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ


وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
[البقرة : 113]

قال الإمام العسكري (عليه السلام): "قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ من الدين بل دينهم باطل وكفر، وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ من الدين بل دينهم باطل وكفر، وَهُمْ يَتْلُونَ -اليهود- الْكِتَابَ التوراة، فقال: هؤلاء وهؤلاء مقلدون بدون حجة، وهم يتلون الكتاب فلا يتأملونه ليعلموا بما يوجبه فيتخلصوا من الضلالة. ثم قال: كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ الحق ولم ينظروا فيه من حيث أمرهم الله فقال بعضهم لبعض _وهم مختلفون_ كقول اليهود والنصارى بعضهم لبعض، هؤلاء يكفّر هؤلاء، و هؤلاء يكفّر هؤلاء.
ثم قال الله تعالى: فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ في الدنيا يبين ضلالهم وفسقهم، ويجازي كل واحد منهم بقدر استحقاقه".

في تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) إشارة إلى مدى العداوة الكبرى بين اليهود والنصارى، وهي أقصى العداوة بين المذاهب والأديان بأن ينفي كل عن الآخر الدين والصواب والصلاح والتقوى والإيمان بالأصول والفروع.

وأرجعت الآية المباركة سبب العداوة بينهم إلى عدم فهمهم للكتاب المقدس الذي بين أيديهم وجهلهم بالتوراة والإنجيل، وإصرار كل منهم على فهم الكتاب حسب المعطيات الثقافية والتاريخية وغيرها، مما يجعلهم يكفِّرون بعضهم بعضاً، مع أنّ الكتاب المقدس هو الصلة التي تؤلف بين الناس وتوحدهم، ولا يعقل أن يكون الكتاب محل الخلاف.

فهؤلاء وهؤلاء مقلدون بلا حجة وهم يتلون الكتاب فلا يتأملون ليعلموا بما يوجبه فيخلصوا من الضلالة.

فكان التقليد بلا حجة ولا برهان إضافة إلى جهلهم بالكتاب جعلهم يكفر بعضهم بعضاً.

إن الذي يرفض الحجة والعمل بالبرهان هو من لا يعلم بحقائق الأمور، فما هو سبيل الجاهل لرفع جهله إلا العلم واستماع الحجة والدليل، وإلا سوف يبقى على غيه وجهله.

وفي النهاية فإن الحاكم الذي يمكن أن يحكم بين الناس بالعدل في أمور عقيدتهم هو الله سبحانه وتعالى وليس في الدنيا، إنما الحاكمية وإيقاف النزاع وكشف الحقائق كل ذلك سوف يتم في الآخرة.

 

الأنشطة الثقافية
1309قراءة
2016-01-05 15:48:02

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا