12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القرآن الكريم >> أساليب التربية في القرآن الكريم "2"

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

أساليب التربية في القرآن الكريم "2"


تحدثنا سابقاً عن القدوة والموعظة كأساليب مذكورة في القرآن الكريم تستخدم في التربية في حياتنا اليومية، وسنذكر الآن بعض الأساليب الأخرى المعتمدة.

القصة:

إن القرآن الكريم حافل بالقصص التي تتحدث عن الأنبياء وأقوامهم وتجاربهم، وهو يتناول محطات مختلفة من حياة أفراد وأمم..

وهدف هذه القصص ليس مجرد سرد القصة التاريخية وحسب، بل الأساس هو في الاعتبار الذي يحصل بتجسيد الحادثة التاريخية بتفاصيلها التي تنسجم مع العبرة المقصودة، ما يحول دون الوقوع في تجارب مماثلة إذا كانت النتائج سلبية، ويشجع عليها إذا ما كانت النتائج إيجابية.

فالقصة تحمل العبرة المفيدة: وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [هود : 120]. وهي تشكل أسلوباً مؤثراً لأنها تستهوي جميع الأذواق وجميع المستويات العمرية، فهي محل رغبة عند الأطفال والكبار.

ويحوي القرآن الكريم على العديد من القصص القرآنية، ويأخذ الأنبياء الحيز الأكبر منها لغنى تجربتهم وسعتهم وتنوعها، وللمهمام الجسام التي قاموا بها، كما أولي العزم، وخاصةالنبي موسى (عليه السلام).


رصيد التجربة:

ولعلّ أبرز ما بينه القرآن الكريم هو تجربة المسلمين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعرضها كما هي، مبرزاً إيجابياتها وسلبياتها، فالله تعالى لا يريد أن يعرض علينا الجانب المشرق والنموذجي من حياة المسلمين، إنما يريد أن يضعنا أمام الأمر الواقع بحلوه ومره، إذ أنه عز وجل في كل المنهجية القرآنية يبين لنا حقائق الأمور مهما كانت صعبة وشاقة لنكون على بينة من أمرنا.

إن عرض التجربة بكل أبعادها ينبّهنا إلى ما يمكن أن يصيب المجتمع الإسلامي والفرد المسلم، وفي أحسن الظروف مع وجود رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكيف بغيابه؟

إنّ تجارب القرآن الغنية تعلمنا وتجعلنا واقعيين في التعاطي مع مجتمع المسلمين، فها نحن مثلاً أمام تجربتين من القتال مع الأعداء، تجربة بدر حيث الإيمان في أرقى مستوياته مع بروز تماسك المسلمين وحماستهم، والشجاعة في سبيل الله تعالى، وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [آل عمران : 123]، وبين تجربة أحد التي دخل فيها حب الدنيا، والرغبة في تحصيل الغنائم، وتراجع إيمانهم واندفاعهم نحو التضحية، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ [الأنفال : 65].


دور الجماعة:

إن الجماعة أساس في تشكيل القوة، وتحقيق الأهداف، وحماية الأفراد، وتهيئة المناخات التربوية المساعدة للإيمان والالتزام. ولقد ركز القرآن كثيراً على الجماعة والوحدة بين المسلمين، وأبرز عوامل القوة فيها، ودعانا إليها.

فالإنسان لا يمكن أن يكون معزولاً، فهو إما مع جماعة المؤمنين، وإما مع جماعة الكافرين المنحرفين، ولكل جماعة جاذبيتها وتأثيرها وأساليبها ودورها وخططها.

والسعي إلى تكوين المجتمع الإسلامي واجب، فالإسلام ليس محصوراً بالحياة الفردية فقط، بل هو المنظم لحياة الجماعة أيضاً. الجماعة التي تحفظ المسار وتطبق الأحكام وتحقق الأهداف، وهي تقدم تجربة غنية بالاستقامة والعفاف والأخلاق والإيمان، وتتميز بأدائها الذي يولد مناخات مهمة للتأثير والبناء والصلاح. والجماعة تشكل أيضاً الحصانة والحماية، فما تؤثر فيه الجماعة منذ الصغر، يترك بصماته واضحة في الشخصية عند الكبر، وعندما يأمر الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤكد على أهمية الجماعة: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران : 104].

إن هذه الأساليب وغيرها، تعتبر مدرسة في التغيير من داخل النفس الإنسانية، وتربية فعالة باتجاه الارتباط بالله والالتزام بمنهجه.

الأنشطة الثقافية
1276قراءة
2016-01-05 15:34:30

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا