12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

أنشطة الجوالة والدليلات >> سلوك المؤمن - مرحلة الجوالة والدليلات

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

سلوك المؤمن

مرحلة الجوالة والدليلات

 

الغرض:

- يتعرَّف إلى حدود النَّظر. (رقم الغرض في السجل: 34)

كما يساهم هذا النشاط في تحقيق غرض سلوكي، وهو:
- يتجنّب الاختلاط. (رقم الغرض في السجل: جوّالة: 53، دليلات: 56)


وبالتَّالي فإنَّ التَّوقيع على هذا الغرض خاضع لمدى التغيُّر الذي سيحصل عند المشارك من جهة، ولمعاينة القائد ومعرفته بالمشاركين من جهة أخرى.

 

الافتتاح (5د)
يُفتتح النشاط بتلاوة آيات قرآنيّة، ثمّ يقرأ القائد حديثًا حول الإمام المهدي عجل الله فرجه من كتيّب حزمة نور.

 

العيون مصائد الشيطان (20د)

1. يسرد القائد القصة الواردة في مقدِّمة الفقرة على مسامع المشاركين، ثم يستمع إلى تعليقاتهم حولها.

2. يوجه الأسئلة التالية إلى المشاركين:
- بناءً على ما ورد في القصة، هل يمكن أن يكون النَّظر محرمًا في بعض الموارد؟
- كيف يكون النظر محرّمًا وكيف يكون محلّلًا؟
- هل هناك حدود معيّنة للنظر؟
- ماذا نعني بحدود النظر؟

3. يأخذ القائد إجابات المشاركين ثم يصححها ويزيد عليها بناءً على ما ورد في الفقرة. ثم يسرد الأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) حول عواقب النَّظر الحرام.

 

        قصة المرحوم الحاج السيد محمد الفشاركي مع الرجل المجنون:
رأيت في بعض الأيام في شيراز مجنونًا يطارده الصِّبيان ويضحكون عليه، وبعد أيام دخلت مسجدًا للعبادة في غير وقت الفريضة فلم يكن أحد سواي، وبينما أخذت أتهيَّأ للعبادة، شعرت بدخول شخص إلى المسجد، فالتفت وإذا بذلك المجنون، فاستترت خلف عمودٍ عريضٍ هناك كي أراقبه ماذا يريد أن يفعل!
فرأيته أخذ ينظر إلى جوانب المسجد، وبعد أن اطمأن بعدم وجود أحد شرع في صلاة بخشوع وقراءة متأنّية في أجزائها وأذكارها وأدعيتها كواحد من أفضل العقلاء، فكنت متحيِّرًا مما رأيته منه، كلما أمعنت النظر فيه فلم أجد عليه أقل علامة للجنون. 
راقبته في مزيد من الدِّقَّة حتى ملكتني الدهشة. ولما انتهى وأراد أن يمشي أسرعت إليه، فأخذ يموِّه على شخصيَّته الحقيقيَّة بتصرفات جنونيَّة.
قلت له: يا هذا إني رأيتك منذ دخلت المسجد، فقد دلَّتني صلاتك الخاشعة على أنك إنسان عاقل ولست كما تُظهر به نفسك في الطريق، قل لي لم تتصرف كالمجانين؟ فلم يجبني إلا بحركات جنونيَّة أصرَّ أن يغطي بها شخصيته. فكلَّما رجوته أبى إلَّا الإصرار على التَّمويه وهو يسعى إلى التهرُّب منِّي، وهنا قلت له: أقسم عليك بحق الّذي جئت من أجله قل لي الحقيقة.
بهذا القسم انهمرت دموعه وبكى... فعلمت أني وضعت إصبعي على جرحه. 
نظر إليّ هُنَيْهَةً ثم قال: ما دمت قد أقسمت عليَّ بمن جئت من أجله فإنِّي أُخبرك بحقيقة أمري، فقد كنت كثير اللِّقاء والنَّظر إلى الإمام الحجَّة صاحب العصر والزمان (روحي فداه)، ولكن بسبب معصية صدرت منِّي قد ولَّت عني هذه السعادة، ومِثْلي ليس له إلَا الجنون تعبيرًا عن شقائه وخسارته، فلقد أصبحت الدنيا بلا أهمية.
قلت: هل يمكنك الإفصاح لي عن تلك المعصية ليعتبر الآخرون ويرتدعوا؟
قال: إني قد نظرت إلى امرأة أجنبية نظرة ريبة وشهوة. أفهل تستحق هذه العين أن تنظر إلى جمال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن (عليه السلام) مرة أُخرى والآن فهل ترى خاسرًا أشقى مني؟!.

 

حدود النَّظر:

إن قلب المؤمن هو محلُّ معرفة الله والإيمان به، فهو أقدس شي‏ء في الإنسان وأشرف ما فيه. ولذا فإنَّه مرمى سهام إبليس وجنوده في حربهم ضد بني آدم والمؤمنين خصوصًا.
وللقلب منافذ يمرّر عبرها إبليس وجنوده سمومهم إليه، ومن أهم منافذ وطرق إبليس إلى القلب: العين.


ولخطورة النَّظر أمرنا الله تعالى بغضِّه فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا...}1. والواضح أنَّ ما أمرنا الله تعالى به هو غضّ البصر عن النّظر الحرام وليس عن كلّ النظر.


ولا بد هنا من التَّعرُّف إلى حدود النظر، وهي:
- مايجوز للرجل رؤيته في المرأة: الوجه والكفين فقط شرط أن لا يكون النظر بتلذُّذ وريبة.
- ما يجوز للمرأة رؤيته في الرجل: ما اعتاد الرجل إظهاره من بدنه، كأن يلبس الشورت الطويل أو الكم القصير.
- ويجوز للجنس المماثل رؤية سائر أعضاء الجسد سوى العورة، ولكن بدون تلذُّذ وريبة أيضًا.
عواقب النظر الحرام في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام):
عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "العيون مصائدُ الشيطان"2.
وعنه (عليه السلام): "إذا أبصرت العين الشَّهوة عميَ القلبُ عن العاقبة"3.
وعنه أيضًا: "من أطلق ناظره أتعبَ حاضره، من تتابعت لحظاته دامت حسراته"4.
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لكلّ عضو من ابن آدم حظٌّ من الزنا، العين زناها النظر"5.
وعنه (صلى الله عليه وآله):  "غُضُّوا أبصاركم ترون العجائب"6.    
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "كم من نظرة أورثت حسرة طويلة"7.

 

الاختلاط (15د)

يتوجّه القائد بالأسئلة التالية إلى المشاركين:
- هل الاختلاط بين النساء والرجال يوقع في "النظر الحرام"؟
- ما هي ضوابط وحدود الاختلاط بين النساء والرجال؟
يأخذ إجابات المشاركين ثم يعقب بما ورد في الفقرة.


        {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ...}8.
أشار الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الشريفة إلى تكامل وظائف الشمس والقمر من خلال تحركهما من مسار محدد لهما لينتج عنهما آيتي الليل والنهار. ومن ناحية أخرى فالشمس إن انحرفت ولو أنملة عن خطها المرسوم لسادت الفوضى في منظومتها الشمسية ولخربت الأرض بمن فيها.

فكما أن خلق الشَّمس وتكاملها هي آية من آيات الله كذلك خلق الله من أنفسنا أزواجًا هو آية لا يتم تكاملها إلا بسيرها ضمن النَّهج الّذي خطَّه الله لهما. فاقتراب الشَّمس من الأرض يحرقها، وابتعادها عنها ولو يسيرًا يجمدها، كذلك الذَّكر والأُنثى، فعند اختلاطهما معًا رسم الله لهما حدود معينة إن تعداها زيادة أو نقصانًا لفسدت حياتها واختل تكاملها.

إذن ما هي الحدود التي رسمها الله تعالى لجعل هذا التجاوب فيما بين المرأة والرجل يبقى في مساره السليم ويؤدِّي وظائفه الطَّبيعيَّة؟


لقد حدد الإسلام الضوابط الشرعية لكيفيَّة التواصل بين الرَّجل والمرأة، وهي:
1. النَّهي عن اختلاء الرَّجل بالمرأة: لقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الاختلاء بالنِّساء -من غير المحارم- وقال: "لا يخلونّ رجل بامرأة فما من رجل خلا بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"9. 
2. عدم الإمعان في النَّظر. (وقد تحدثنا عنه بالتفصيل في الفقرة االسّابقة).
3. النهي عن الكلام الفَتِن10 من حيث المضمون والأسلوب، والابتعاد عن الميوعة والمزاح. لأن ذلك من شأنه أن يرفع الحواجز ويمهّد الطريق أمام الانزلاق والوقوع في الحرام.
قال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}11.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "... ومَن فَاكَهَ امرأةً لا يملكها حبسه الله بكل كلمة في الدنيا ألف عام"12.
4. النَّهي عن الزِّينة والتَّبرُّج (عند النساء).
يقول تعالى في كتابه الكريم: {...وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...}13.
وعن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) قال: "أيُّما امرأة استعطرت فمرَّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية14.

 

الاختتام. (5د)
- يُختتم النشاط بدعاء الإمام الحجّة عجل الله فرجه بعد أن يوقّع القائد للمشاركين على غرض النشاط في سجلّ التقدّم.

 

__________________________________________

1 القرآن الكريم، سورة النّور، الآيات 30-31
2 الريشهري، ميزان الحكمة، ج4، ص3288
3 الريشهري، ميزان الحكمة، ج4، ص3288
4 الريشهري، ميزان الحكمة، ج4، ص3289
5 الريشهري، ميزان الحكمة، ج4، ص3291
6 الريشهري، ميزان الحكمة، ج4، ص3289
7 الريشهري، ميزان الحكمة، ج4، ص3289
8 القرآن الكريم، سورة فاطر، الآية13.
9 السيد البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج 20، ص 309
10 أي الكلام الذي يوجب الافتتان والرّيبة في نفوس الآخرين.
11 القرآن الكريم، سورة الأحزاب، الآية32.
12 الحر العاملي، وسائل الشيعة (الإسلاميَّة)، ج14، ص143
13 القرآن الكريم، سورة الأحزاب، الآية33
14 الريشهري، ميزان الحكمة، ج2، ص1757.
 

برامج
2863قراءة
2021-12-27 10:03:59

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا