12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> أساليب الجذب والاستقطاب

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

أساليب الجذب والاستقطاب


 
• تمهيد:
    بعد أن وجد العلماء اختلافًا في طباع الأطفال وأهوائهم ورغباتهم، كان السؤال الأبرز أمامهم: كيف يمكن أن نستقطب الطفل؟ وكيف يمكن أن نستوعب مجموعةً من الأطفال في مكانٍ واحد؟ وكيف يمكن أن نلبّي احتياجات متناقضة أو متضادّة ؟ 
    لهذا، كان من الضروري أن نعرض للقائد الكشفي بعض الأساليب والطرق التي تساعده على الاحتفاظ بالأفراد خاصّة، وذلك احترازًا من ظاهرة التسرّب التي تصيب عادةً الجمعيّات والمؤسّسات إذا لم تعالَج بالطرق والأساليب المناسبة.
 
 

• أساليب الجذب والاستقطاب: 
    إنّ للجذب والاستقطاب أساليب ووسائل عديدة إذا ما أتقنها القائد أو المربّي، فإنّها تعطي نتائج مثمرة، وتوصله إلى الهدف المرموق، ونعرض بعضها على الشكل التالي:  
 

أوّلاً- شخصيّة القائد أو المربّي (القدوة الحسنة):  
    ونعني بذلك الأبعاد المتعدّدة التي تشكّل الشخصيّة المثاليّة: أخلاقه، شكله، هندامه، التزامه بالمبادئ، فهمه الاجتماعي، مهاراته، إجادته فنّ التعامل مع الأطفال، الشخصيّة الفنّيّة، مستواه العلمي والفكري، سيرته الاجتماعيّة، وغيرها من العناوين الضروريّة التي تشكّل البعد الإنساني في النفس الإنسانيّة.
وبمعنى أدقّ، الصورة الناصعة للإنسان الذي أراده الله خليفةً ووارثًا ومؤتمنًا..
 إنّ مثل هذه الشخصيّة تشكّل عامل استقطابٍ هام، سواء كان على مستوى الشباب، أم على مستوى الأطفال.
ومن هنا، كان من الضروري مراجعة التوصيات التي تركها الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للناس جميعا، والتي تعتبر قواعد عالية القدر، غالية القيمة المعنويّة، تختصر الكثير من النظريّات، وتصحّح الكثير من الآراء التربويّة في فنّ التعامل مع الأطفال، ونذكر منها:   
 
1- التصابي للصبيان:
فقد أوصى الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالتصابي للصبية، أي التعامل مع الأطفال كأطفال، والتخاطب معهم بمفردات خطابهم، واللعب معهم بما يميلون إليه من ألوان اللعب، والاستجابة لاحتياجاتهم. فقد كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يترك الحسن والحسين (عليهما السلام) يركبان ظهره وهو يؤدّي أقدس العبادات (الصلاة)، لا يزعجهما حتى ينزلا لوحدهما. وهكذا كان أمير المؤمنين (عليه السلام) مع الأطفال.

 

2- الخطاب:
أوصى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن خاطبوا الناس على قدر عقولهم. وبما أنّ الأطفال والناشئة هم الشريحة الأكبر، فنحن مطالبون بأن نختار اللغة الملائمة لكلّ مرحلةٍ من مراحل حياة الفرد، والمقياس الوحيد هو عقله، أي يجب أن نحدّد قدرات الفرد العقليّة. ومن هنا، يجب أن نختار لكلّ فردٍ صيغةً في الخطاب الخاص به، وصيغةً في خطابٍ مشترك بين أبناء المستوى العقلي الواحد. وعقل الفرد يعني قدرته على تعقّل الأمور على مستوى (المعارف، العادات، الآداب، … ). ولهذا، فإنّ الخطاب لو لم يكن ملائمًا للطفل أو الشاب مثلاً، أو غيرَ مفهومٍ لديه، فسيكون مملًّا، مضجرًا، غير جذّاب بالنسبة إليه، وغير مفهوم، لعدم انسجامه مع حجم ومستوى إدراكاته. 

 

3- الرحمة في التعامل:
(ارحموا صغاركم). وصيّةٌ عمليّةٌ في الحياة التربويّة، طلبٌ نبويٌّ من النبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأن نرحم صغارنا. والرحمة تشمل العطف، الرأفة، الحنان، الرقّة، والصفح، والتجاوز عن الخطأ، والحب، والمنع من ارتكاب الأخطار والأخطاء، والسماحة، والتسامح، وغيرها. فإنّ ممارسة الرحمة أمام الطفل بحسب مراحل حياته، والظروف التي يعيشها، تؤثّر في نفسه، فهو يتعلّمها عن طريق الممارسة، ويمارسها مع غيره. وعندما نقول عالم الأطفال منع ارتكاب الخطأ أو الخطر، فإنّنا نعني سحب الذرائع والمسبّبات والأسباب والعوامل التي تؤدّي إلى ممارسة الخطأ أو الخطر، لا القمع والزجر والتوبيخ وغيرها في مراحله وسنوات حياته الأولى، فإنّ شعور الطفل بالأمن والأمان والحب والعطف والحنان يدفعه إلى التمسّك بصاحب هذه المشاعر النبيلة أكثر، حتى وإن لم تؤثّر الرحمة في التعاطي مباشرةً، فإنّها تفعل فعلها في قلبه وحناياه. 

 

بالإضافة إلى هذه الوصايا القيّمة، يمكن أن نذكر أيضًا قاعدتَين تربويّتَين تساعد القائد أو المربّي في كيفيّة التعامل والتعاطي مع الأطفال، هما: 
 

1- فهم الطفل:
من الأبعاد التي تساعد في نجاح القائد أو المربّي أمران، هما:
- فهم حاجيّات الأطفال 
- فهم مشاكل الأطفال
إنّ مثل هذا الشأن يساعد على تشخيص الثغرات في شخصيّة الطفل.

ولنأخذ مثالًا على مستوى الطفل في هذا المقام: 
لو وجدنا طفلًا خمولًا لا يلعب، خلافًا لأقرانه وأبناء جيله، ولم نكن نعرف العوامل التي سبّبت هذا الخمول، وأخذنا بمعالجة هذا الأمر بشكلٍ عشوائيٍّ، فإنّنا قد نقع بأخطاء قاتلة.
فإذا أخذنا به إلى ساحات اللعب بدافع الحبّ، والودّ، والرغبة في إدخال السرور إلى قلبه، وأهداف سامية أخرى، فقد نقع في مشاكل أكثر تعقيدًا؛ لأنّنا أمام مجموعة عواملٍ سبّبت هذا الخمول، وليس عاملًا واحدًا. لذا، لا بدّ من دراسة الحالة، كما أنّه إن لم يكن لدينا المعرفة الكافية باحتياجات الأطفال، فلن نستطيع أن نرسم ونعد البرامج الكافية واللازمة للعيش التكاملي مع الأطفال؛ لأنّ الحياة التي يريدها الطفل هي حياة التكامل، ونقصد بحياة التكامل الحياة التي تكتمل السعادة فيها. فهذان الأمران يساعدان في نجاح قدرات الجذب والاستقطاب للأطفال؛ لأن الطفل المريض –لو لم نكن على علمٍ بطرق تشخيص المرض أو وسائل العلاج– فإنّه قد يسأم من وصفاتنا وطرق متابعتنا، ويبحث عن طبيبٍ آخر حاذقٍ يلتحق بركبه. 
 
 

2- المعالجة الإيجابيّة:
فأمام ما نعتبره مخالفًا للآداب، أو خطأً، أو معصيةً، أو مصيبةً، فإنّ معالجة المشاكل لا تبدأ بالخطوات السلبيّة، بل تنطلق من الخطوات الإيجابيّة، وذلك كإيجاد البدائل، مثلاً:  الطفل الذي يرغب باستعمال السكين أو المسدس، مما يؤذي به نفسه أو غيره، لا بد أن نسدّ له هذه الحاجة بالبديل المشابه غير المؤذي. 
 
 

ثانيًا- توجيه وتنمية طاقات الأفراد:   
 
- توجيه طاقات الأفراد:  
    فالأطفال المحبّون للّعب، والشباب أصحاب البنية الجسديّة المتينة، يفترض أن نوّجه طاقاتهم باتجاهاتٍ إيجابيّةٍ، فنختار لهم نوع الألعاب والنشاطات، وندرّبهم على طريقة ممارستها، ونتابع معهم التطوّرات المتعلّقة باللعب والنشاط، ونشكّل منهم فرق عملٍ ومجموعاتٍ متجانسةٍ.

وكذلك لو لاحظنا ميلاً للتمثيل، أو الإنشاد، أو الرسم، أو الأشغال، أو أيّ فنٍّ من الفنون، فإنّه يفترض على المدرب أن يقوم بدور الراعي والمعلّم والمشجّع. 

- تنمية الطاقات: 
ونقصد بها إظهار الطاقات عبر الأنشطة الإعلاميّة، ممّا يشجّع الصانع الصغير، والمنشد الناشئ، والممثّل المبتدئ، واللاعب المتوقّد، والكاتب، والرسّام، وغيرهم على العمل والابتكار، الطريق العملي لوسائل الجذب بالنسبة للأنشطة، ويكون ذلك في خطواتٍ، هي: 
الأولى- المشاركة في الخطوات التطبيقيّة والعمليّة. 
الثانية- ترك هامشٍ للإبداع والابتكار أمام الناشئة والأطفال في أيٍّ من الأبواب، فليس من الصحيح أن نلقّن الطفل المواويل الزجليّة دائمًا، بل لا بدّ أن ندفع به لكي يؤلّف ويطبّق وينشد. 
الثالثة- تغذية المبدعين بالأفكار الدائمة وبالتجارب الناجحة، وهي تتجسّد بنقل التجارب من أيّ طريق. 
 
 

ثالثًا- التشويق والترغيب: 
 
 وهو المشروع التربويّ المساعد لإنجاز الخطّة التربويّة، وعامل الدفع الذي يغذّي إرادة الطفل. ولكي يكون فاعلًا، يجب أن تتوفّر له شروطٌ معيّنة:

 

شروط التشويق:
- انسجام البرامج التشويقيّة مع رغبات الأطفال والشباب، بحيث تكون مورد حاجةٍ عندهم.
- التجدّد الدائم في برنامج التشويق، فلا يصح أن يأخذ شكلًا محدّدًا واحدًا، فلا يكون مادّةً مستَهلَكةً، فلو كان التشجيع أمرًا يعيشه الفرد في كلّ لحظةٍ من حياته، فلن يشكّل عامل جذبٍ وتشجيعٍ، فيفترض أن نفكّر دائمًا بوسائل التشجيع. 
- انسجامها مع المبادئ والآداب. 
 
 

نماذج برامج تشويقيّة:  
•الدورات المجّانيّة الاختصاصيّة
•لوحة المميّز 
•مباراة الإنتاج الإبداعي
•سلّم الترقّي 
•كتب التنويه
•لائحة الشرف  
•النشاطات المحبّبة
•المكافآت الماليّة 
•برامج حلقات المميّزين (المكتوبة والمقروءة والمسموعة) 
•شهادات التقدير 
•حفلات التكريم
•هدايا الاختصاص 
•شارات الهوايات
•الثناء والمدح 
•الفريق المنتدب
•برامج التكريس 
•الميداليّات والأوسمة 
ولكلّ خطوةٍ تشويقيّةٍ، لا بدّ من تقسيم مراحلها، حتّى نستطيع أن نرسم له برنامج التوق نحو الأفضل. 

 
رابعًا- الأجواء الملائمة: 
يجب أن لا يغفل المربّي أو القائد عن المحيط الذي يعيش فيه الكشفي، والذي يساعد على الاستقطاب والبقاء والاستمرار. 
 

والحمد لله رب العالمين
 

 

أمانة برامج الجوالة والكشافة
984قراءة
2021-12-15 13:41:39

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا