12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

أنشطة الجوّالة والدليلات الرمضانيّة >> هداة الأمم

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

بسم الله الرحمان الرحيم


أولاً :بطاقة النشاط:

إسم الملف:

ولاية الله

إسم الورشة:

هداة الأمم/ ضرورة النبوة

رقم المطالب المحققة في السجل:

المطلب رقم 2 -  تفهم دليلاً عقليّاً على ضرورة وجود الأنبياء (عليهم السلام).

مدة النشاط:

35 د

المنصة الإلكترونية التي يمكن أن يقدم عبرها النشاط:

واتساب أو زووم

مواصفات المدربة:

قائدة دليلات مبلغة/ أو أخت حوزوية


ملاحظة: الأخت التي ستقدم هذا النشاط يفضل أن تكون متخصصة في العقيدة، وقائدة الدليلات تدير النشاط.

ثانياً : مخطط تسلسل النشاط:

 

الفقرات

الشرح

المدة الزمنية

لوازم الفقرة

ملاحظة

إفتتاح النشاط

تلاوة الآية: 179 من سورة آل عمران، وحديث مهدوي

5 دقائق

قرآن الكريم
حزمة نور

 

لماذا؟؟؟

طر ح مجموعة من التساؤلات، ثم تأخذ القائدة اجابات من الدليلة، وتعقب حيث يلزم

10 دقائق

بطاقة التساؤلات

ترسل القائدة التساؤلات قبل النشاط بيوم، كي تحفز الدليلة على البحث من أجل الخصول على اجابات)


 

ضرورة النبوّة

تعرض القائدة فيديو حول الدليل العقلي على ضرورة بعثة الأنبياء (فيديو رقم1). ثم تعقب حيث يلزم

10 دقائق

فيديو رقم 1 (الشيخ عبد المنعم قبيسي)

8 د وقت الفيديو الذي يجيب عن التساؤلات السابقة

أنبياء ومعجزات

ترسل القائدة لعبة الكترونية ويطلب من الدليلات معرفة النبي والمعجزة.

3 دقائق

لعبة إلكترونية

https://wordwall.net/play/11233/146/857

المعجزة الخالدة

ترسل القائدة (فيديو رقم  رقم 2)  سمات الإعجاز القراني

5 دقائق

فيديو مسجل للحجة زينب جشي- أمينة دليلات جبل عامل الأولى

الفيديو مدته حوالي 4:30 يوضح بعض من معجزات النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله

الاختتام

دعاء الحجة

2 دقيقة

 

 


ثالثًا: تفاصيل النشاط:


الافتتاح :


•    البسملة
•    الصلوات
•    تلاوة الآية: آل عمران 179:"مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿١٧٩﴾"
•    حديث مهدوي: عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام: "في القائم منا سنن من الأنبياء عليهم السلام، سنة من آدم، وسنة من نوح، وسنة من إبراهيم، وسنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من أيوب، وسنة من محمّد، فأما من آدم ونوح فطول العمر، وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، وأما من موسى، فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالخروج بالسيف". 

الفقرات 

الفقرة الأولى: لماذا؟؟
الأسلوب:


•    ترسل القائدة التساؤلات إلى الدليلات عبر بوست أو عبر رسالة واتس آب (ترسل التساؤلات قبل النشاط، وتطلب منهن تحضير الأجوبة).

-التساؤلات: 
1.    هل باستطاعة العقل بمفرده التوصل إلى الهدف من خلق الانسان؟
2.    هل البشر بحاجة إلى قانون ونظام وشريعة؟ ولماذا علّلي؟
3.    هل القانون بحاجة إلى قيم؟ ولماذا؟
4.    ما هي قاعدة اللطف الإلهي؟
5.    هل بعثة الأنبياء من الضروريات؟
6.    ما هو دور الأنبياء؟
7.    من هو المرسل ومن المرسل إليه وماهي الرسالة؟
•    تأخذ القائدة اجابات من الدليلة.

 

الفقرة الثانية: ضرورة النبوة

الأسلوب:


•    تقدم القائدة قائلة: جميع التساؤلات السابقة ستجدن إجابات عنها في الفيديو الذي سنرسله، لذا عليكن مشاهدته بتأن شديد.
•    ترسل القائدة فيديو الشيخ عبد المنعم قبيسي حول الدليل العقلي على ضرورة بعثة الأنبياء.


•    تعقب إذا لزم الأمر


المادة العلميّة: (مواد معينة للقائدة من موقع شبكة المعارف الإسلامية)

•  لزوم الاعتقاد بجميع الأنبياء:
إنّ الاعتقاد بنبوّة ورسالة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله أمرٌ لا بدّ منه ولكنّه غير كافٍ وحده في الاعتقاد بأصل النبوّة، بل لا بدّ من الاعتقاد بجميع الأنبياء وهو أمر ضروريّ، يقول تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنزِلَ إِلينَا ومَا أُنزِلَ إلى إبرَاهيمَ وإسمَاعيلَ وإسحَاقَ وَيعقوبَ وَالأسبَاطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعيسى وما أوتي والنَّبِيُّون..﴾ 13.
 ويرى الله سبحانه أنّ إنكار أحد الأنبياء هو إنكار لجميع الأنبياء، وأن المنكر كافر، يقول تعالى: ﴿إنَّ الَّذينَ يَكفرونَ بِاللهِ وَرُسُلهِ وَيُريدونَ أنْ يُفَرِّقُوا بَينَ اللهِ وَرُسُلهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمنُ بِبَعضٍ وَنَكفُر بِبَعضٍ.. أُولئِكَ هُمُ الكَافِرونَ حَقَّا﴾ 14 ، ويقول الإمام الصادق عليه السلام : "اعلموا أنّه لو أنكر رجل عيسى بن مريم عليه السلام وأقرّ بمن سواه من الرسل لم يؤمن" 15.
•    الاَدِلَّة على ضرورةِ النُبوّةِ
بعث الرسل للهداية والاِرشاد لقد اختار اللهُ الحكيم رجالاً صالحين لهدايةِ البَشَرِ وإرشادِهم، وحمّلهم رسالته إلى جميع أفراد النوع الاِنساني، وهؤلاء الرجال هُمُ الاَنبياء والرُسل الذين بواسطتهم جَرى فيضُ الهداية من جانب الحق تعالى إلى عباده. وهذا الفيضُ المبارك بدأ بالنزول من جانب الله منذ أن تهيّأ البشرُ للاستفادة منه وإلى عصر النبي الاَكرمِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويجب أن نعلم بأنَّ دين كلّ نبيٍّ من الاَنبياء يُعدّ بالنسبة إلى عصره وأُمّته أكملَ دين، وأتَمَّ شريعة، ولو أنّ هذا الفيض الرباني لم يستمرّ لما بلغ البشرُ إلى حدِّ الكمال.
وحيث إنّ خَلقَ الاِنسان هو من فعل الله «الحكيم» فلا بّد أن يكون له من هَدَف وغرض، ونظراً إلى أن تركيب الكيان البشري ـ مضافاً إلى الغرائز التي هي مشتركة بينه وبين الحيوان ـ ينطوي على العَقل أيضاً، لهذا لابُدّ أنْ يكونَ لِخَلقه غرض عُقلائيٌ، وهَدَفٌ مَعْقولٌ. ومن جانب آخر، فإنّ عَقل الاِنسان، وإنْ كان مؤثِّراً ومفيداً في سلوكه طريقَ الكمال، إلا أنّه غيرُ كاف لذلك.
ولو اكتُفيَ في هداية الاِنسان بالعقل وحده لما عَرفَ الاِنسان طريقَ الكمال بشكل كامل قط، ونذكر للمثال مسألة الوقوف على قضايا المبدأ والمعاد التي هي من أَهم مسائل الفكر البشري، وقضاياه على مدار التاريخ.
فإنّ البشر يريد أن يَعْلَم من أين جاء؟ ولماذا جاءَ؟ وإلى أين يذهب؟ ولكنّ العقلَ لا يقدر وحدَه على إعطاء الاِجابات الصحيحة الكافية على كلّ هذه الاَسئلة، ويشهد بذلك أنّه رغم كل ما أحرزته البشرية المعاصرة من التقدّم والرقيّ في ميادين العلم لا يزالُ قِسمٌ عظيمٌ من البشريّة وثنيّين. إنّ عجز العَقل والعلم البشريَّين، وقصورهما لا ينحصر في مجال قضايا المبدأ والمعاد، بل الاِنسان لم يتمكّن من أن يختار الطريقَ الصحيحَ في كثير من مجالات الحياة أيضاً.
إنّ اختلاف الرؤى والنظريات البشريّة في قضايا الاقتصاد، والاَخلاق، والعائلة، وغير ذلك من مناحي الحياة ومجالاتها، خير دليل على قصوره عن الاِدراك الصحيح لهذه المسائل، ولهذا ظهرت المدارس المتعارضة.
مع أخذ كلّ هذا بنظر الاِعتبار يحكم العقلُ الصحيحُ بأنّه لابدّ ـ بمقتضى الحكمة الاِلَهيّة ـ من بعث وإرسال قادة ربانيّين، ومربّين إلَهيّين، لِيعَلِّمِوا البَشّريّة النهجَ الصحيحَ للحياة. إنَّ الّذين يَتصوَّرون أنّ في مقدور «الهدايات العقليّة» أنّ تحلَّ محلّ «الهدايات الاِلَهيّة السّماويّة» يجب أن يدركوا أمرين:
1 ـ إنّ العَقل والعلم البشريّين قاصران عن المعرفة الكاملة بالاِنسان، وبمسيره في صعيد الماضي والمستقبل، في حين يعلم خالقُ البشر ـ بحكم كون كلّ صانع عارفاً بمصنوعه ـ بالاِنسان، ومحيطٌ بأبعاده، وأسرار وجوده، إحاطةً كاملةً.
2 ـ إنّ الاِنسان بمقتضى غريزة حبّ الذات المودَعة في كيانه، يحاول ـ عِلماً أو جهلاً ـ أن يُتابعَ منافِعَه الشخصيّة ويهتمّ بها، فيعجز ـ في تخطيطه وبرمجته ـ عن الخروج من دائرة منافعه الفرديّة أو الجماعية بشكلٍ كاملٍ. ولهذا من الطبيعي أن لا تتسم البرامج البشرية بالجامعيّة والشموليّة الكاملة، ولكن برامج الاَنبياء والمرسلين لكونها من جانب الله العالم، المحيط، الحق، المنزّه، مبرّأةٌ عن مِثل هذه النقيصة.
وبملاحظة هاتين النقطتين يمكن القولُ ـ على وَجه القطع واليقين ـ: بأنّ البشر ليس في غنىً قط عن الهدايات الاِلَهيّة، وعن برامج الاَنبياء، لا في الماضي، ولا في المستقبل إنما هو في حاجةٍ مستمرةٍ إليها.
•    القرآنُ وأهداف النبوّة
الهدف من بعثة الاَنبياء تقوية الاَسس التوحيدية: في الاَصل السابق تعرّفنا على الاَدلّة الّتي تثبت من طريق العقل ضرورةَ النبوّة، ووُجوب إرسال الرسل الاِلَهيّين. والآن ندرس ضرورة إرسال الرسل في ضوء أهدافها المذكورة في القرآن الكريم والاَحاديث الشريفة وإن كانت النظرةُ القرآنيّة إلى هذه المسألة هي نوع من التحليل العقليّ في حقيقته. إنّ القرآن يُلَخصّ أهدافَ بعثة الاَنبياء في الاَمور التالية:
1 ـ تقوية أُسُسِ التوحيد ومكافحة كلّ نوع من أنواع الانحراف في هذا الصعيد، كما يقول القرآن: (وَلَقَدْ بَعَثْنا في كلّ أُمّةٍ رَسُولاً أنِ اعبُدُوا اللهَ واجتَنِبُوا الطّاغوتَ).يقول الاِمام أمير المؤمنين عليٌ (عليه السلام) حول الهدف من بعث الاَنبياء: «ليعلم العبادُ ربّهم إذ جهلوه، وليقرّوا به بعد إذ جحدوه، وليثبتوه بعد إذ أنكروه»
2 ـ إيقاف الناس على المَعارف والرسالات الاِلَهيّة وعلى طريق التزكية والتهذيب كما يقول: (هُوَ الّذي بَعَثَ في الاَميّين رَسُولاً مِنهُمْ يَتْلُوا عَلَيهِمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهمْ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ والحِكْمَةَ).
3 ـ إقامة القِسط في المجتمعِ البشريّ، كما يقول: (لقد أرْسَلْنا رُسُلَنا بالبيّناتِ وأنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكتِابَ والمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ)، ومن المُسلَّم أن إقامة القِسط رهنُ معرفة الناس للعدالة في جميع الاَبعاد والمجالات، كما ويتوقف على أن يقوموا بتحقيق ذلك من طريق الحكومة الاِلَهيّة.
4 ـ الفَصل في الخُصُومات وحَلّ الخلافات، كما يقول: (كانَ النّاسُ أُمّةً واحِدةً فَبَعثَ اللهُ النبيّينَ مُبَشِّرينَ ومُنْذِرِينَ وأنزلَ مَعَهُمُ الكِتابَ بِالحَقّ ليَحكُمَ بينَ النّاسِ فِيما اْخَتَلفُوا فيه).ومن البديهي أنّ اختلافات الناس لا تنحصر في مجال العقائد، بل تشمل شتّى مجالات الحياة المتنوعة.
5 ـ إتمام الحجّة على العباد كما يقول: (رُسُلاً مُبَشّرينَ وُمنْذِرينَ لئَلاّ يَكُونَ للِنّاس عَلىَ اللهِ حُجّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وكانَ اللهُ عَزيزاً حَكيماً)، ومن المسلَّم أن لله تعالى في خلق الاِنسان هدفاً وغرضاً، وهذا الهدف إنّما يتحقّق عن طريق تنظيم برنامجٍ كامِلٍ لجميع شؤون البشر.
وهذا البرنامج يجب أن يصل إلى البشرية، بحيث تَتُمُّ حُجّةُ الله على الناس ولا يبقى عذرٌ لاَحدٍ ليقول: أنا لم أعرفِ البرنامجَ الصحيح للحياة.

•    الفقرة الثالثة: أنبياء ومعجزات 


الأسلوب


•    تعرض القائدة المادّة العلميّة حول طرق معرفة الأنبياء(عليهم السلام).
•    ترسل رابط اللعبة الإلكتروني، وتطلب من كل دليلة ربط النبي المذكور بمعجزته. 

اضغط هنا

المادة العلميّة: (مواد معينة للقائدة من موقع شبكة المعارف الإسلامية)

  
طرق إثبات النبوة من المسائل الاساسية في فصل النبوة هي كيف يثبت للناس صدق دعوى الأنبياء الحقيقيين وكذب المدعين الكاذبين؟ لا شك في أن الشخص الضال والمرتكب للمعاصي التي يدرك العقل أيضا قبحها لا يمكن الإعتماد عليه، والثقة به وتصديقه، ويمكن بذلك إثبات كذبه في إدعائه النبوة، فيما لو اشترطنا العصمة في الأنبياء وخاصة إذا كان يدعو إلى أمور مخالفة للعقل والفطرة الإنسانية، أو وجد تناقض في اقواله وأحاديثه، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، ربما تكون الحياة السابقة النظيفة للنبي، وسيرته الحسنة، باعثة على حصول الاطمئنان بصدقه عند الأفراد المنصفين، وخاصة إذا شهد العقل بصحة محتويات دعوته، وكذلك من الممكن أن تثبت نبوة شخص بتبشير نبي آخر، وإخباره عنه، وتعريفه به بحيث لا يبقى أي شك أو ترديد للباحثين عن الحقيقة بأنه نبي. ولكن لو لم تتوفر بين الناس القرائن والشواهد والمؤشرات المؤدية إلى الإطمئنان، ولم تصل إليهم بشارة نبي آخر، فهنا تفرض الحاجة وجود طريق آخر لإثبات النبوة، وقد جعل الله تعالى لحكمته البالغة هذا الطريق، وجهز الأنبياء بمعاجز هي علامات وآيات على صدق دعواهم، ومن هنا سميت بـ "الآيات"
والحاصل: إنه يمكن إثبات صدق الأنبياء الحقيقيين في دعواهم، من خلال ثلاث طرق:
1- من طريق القرائن والمؤشرات والشواهد المؤدية إلى الإطمئنان، أمثال الصدق والأمانة والإستقامة وعدم الإنحراف عن مسير الحق والعدالة طوال حياتهم. ولكن هذا الطريق لا يتحقق إلا في الأنبياء الذين عاشوا سنوات طويلة بين الناس، وكانت سيرتهم معروفة عندهم. أما النبي الذي بعث بالرسالة في بدايات شبابه، وقبل أن يتعرف الناس على شخصيته وسيرته، فلا يمكن التعرف على صحة دعواه وصدقه من طريق هذه المؤشرات والدلائل.
2-
أن يعرفه ويبشر به نبي سابق أو معاصر، ويختص هذا الطريق أيضا في الناس الذين عرفوا نبيا آخر، واطلعوا على بشارته ودعمه وتأييده، وبطبيعة الحال لا مجال لمثل هذا الطريق في النبي الأول.
3- عن طريق إظهار المعجزة التي يمكن أن يكون أثرها أكثر إتساعا وشمولية، ومن هنا نحاول البحث حول هذا الطريق.

تعريف المعجزة: المعجزة عبارة عن الأمر الخارق للعادة، تظهر من مدعي النبوة بإرادة الله، وتكون دليلا على صدق دعواه. والملاحظ في هذا التعريف أنه يشتمل على عناصر ثلاثة:
أ-
وجود بعض الظواهر الخارقة للعادة، والتي لا يمكن أن توجد من خلال الأسباب والعلل العادية.
ب- ظهور بعض هذه الأمور الخارقة للعادة، من الأنبياء بالإرادة الإلهية، وبإذن خاص من الله تعالى.
ج- إن مثل هذا الأمر الخارق للعادة، يمكن أن يكون دليلا على صدق دعوى النبي، وفي هذه الحالة يصطلح عليه بـ"المعجزة".

والآن نحاول توضيح هذه العناصر الثلاثة التي تضمنها التعريف:

الأمور الخارقة للعادة: إن الظواهر الكونية إنما توجد غالبا نتيجة أسباب وعلل يمكن التعريف عليها من خلال التجارب المختلفة، أمثال أكثر الظواهر الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والنفسية. ولكن هناك حالات نادرة تتحقق فيها هذه الظواهر بصورة أخرى، حيث لا يمكن التعرف على جميع أسبابها وعللها من خلال التجارب الحسية. وهناك بعض الشواهد تدل على وجود عوامل من نوع آخر أثرت في تكوين هذه الظواهر، كالأعمال الغريبة والمدهشة التي يقوم بها المرتاضون، ويشهد الخبراء والمتخصصون في مختلف العلوم بأن مثل هذه الأعمال لا تتم وفق قوانين العلوم المادية والتجريبية، ويطلق على مثل الأمور بـ"الأمور الخارقة للعادة".

خوارق العادة الإلهية: يمكن تقسيم الأمور الخارقة للعادة بصورة عامة إلى قسمين:

الأول: الأمور التي لا تكون أسبابها وعللها عادية، ولكن أسبابها غير العادية في مقدور البشر وتحت إختيارهم، ويمكن التوصل إليها من خلال بعض التدريبات والدروس والتعليمات الخاصة، أمثال أعمال المرتاضين. الثاني: الأعمال الخارقة للعادة والتي لا تتم إلا بإذن إلهي خاص، ولا تكون في متناول أولئك الأفراد الذين لا علاقة لهم بالله تعالى، ومن هنا فلها ميزتان:
إحداهما: أنها غير قابلة للتعليم والتعلم.
والأخرى: أنها لا تخضع لتأثير قوة أخرى أرقى وأقوى منها، ولا يمكن لأي عامل آخر أن يقهرها.
ومثل هذه الخوارق للعادة مختصة بعباد الله المصطفين والمنتجبين، ولا يمكن أن تكون في متناول أيدي الضالين والعابثين، ولكنها لا تختص بالأنبياء، بل ربما زود بها بعض أولياء الله، ولذلك لا يصطلح عليها كلها في علم الكلام بـ(المعجزة)، والمعروف أن يطلق على مثل هذه الأعمال في حالة صدورها من غير الأنبياء (الكرامة)، كما أن العلوم الالهية غير العادية لا تختص (بوحي النبوة) وحين يزود بعضهم بمثل هذه العلوم، يطلق عليها (الالهام) أو (التحديث).
ومن خلال ذلك تعرفنا على الطريق لمعرفة هذين النوعين من خوارق العادات (الإلهية، وغير الإلهية)، فإذا كان الاتيان بالخارق للعادة قابلا للتعليم أو التعلم، أو يمكن لعامل آخر أن يمنع من حدوثه أو إستمراره، وإبطال تأثيره، فلا يكون هذا العمل من قبيل خارق العادة الإلهي، ويمكن أن يعتبر ضلال فرد، وفساد معتقداته وأخلاقه مؤشرا آخر على عدم إرتباطه بالله تعالى، وعلى كون أعماله شيطانية أو نفسانية.
وتجدر الاشارة هنا إلى ملاحظة أخرى وهي أنه يمكن لنا ان نعتبر الله هو الفاعل لهذه الأعمال الإلهية الخارقة للعادة (بالاضافة لفاعليته بالنسبة لكل المخلوقات ومنها الظواهر العادية)، وذلك بملاحظة إناطة تحققها بإذن خاص منه تعالى "﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَة مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنّ‏َ اللّهَ يُضِلّ‏ُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾(الرعد:27)". ويمكن أيضاً أن ننسبها إلى الوسائط أمثال الملائكة والأنبياء بملاحظة دورهم فيها كوسطاء أو فاعلين قريبين، كما نسب القرآن الكريم لعيسى عليه السلام إحياء الموتى، وشفاء المرضى، وخلق الطير "﴿وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنّ‏َ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾(آل عمران:49)". ولا تعارض بين هاتين النسبتين، لأن الفاعلية الإلهية في طول فاعلية العباد.

ميزة معجزات الأنبياء: العنصر الثالث في تعريف المعجزة، أن معجزات الأنبياء آية ودليل على صدق دعواهم، ومن هنا إنما يطلق في علم الكلام مصطلح (المعجزة) على الأمر الخارق للعادة، حين يصدر دليلا على نبوة النبي، اضافة إلى إستناده إلى الإذن الإلهي الخاص، وبقليل من التعميم والتوسع في مفهومه يصبح شاملا الأمور الخارقة للعادة أيضا والتي تصدر دليلا على صدق دعوى الإمامة، ولذلك يختص مصطلح (الكرامة) بسائر الخوارق الإلهية للعادة، والتي تصدر من أولياء الله، مقابل خوارق العادات التي تستند إلى القوى الشيطانية والنفسانية، أمثال: السحر، والكهانة، وأعمال المرتاضين. ومثل هذه الأعمال كما أنها قابلة للتعليم والتعلم، كذلك يمكن قهرها بقوة أرقى واقوى منها، والغالب أنه يمكن أن نثبت عدم إنتسابها إلى الله من طريق سوء وانحطاط أخلاق أصحابها وفساد معتقداتهم. والملاحظة التي يلزم التوجه إليها هنا هي أن معجزات الأنبياء إنما تثبت بصورة مباشرة صدقهم في دعوى النبوة، أما صحة محتوى الرسالة ولزوم الإطاعة للتعاليم والأوامر التي يبلغونها، فإنها تثبت بصورة غير مباشرة، وبتعبير آخر: تثبت نبوة الأنبياء عليه السلام بالدليل العقلي، أما محتويات رسالاتهم فتثبت بالدليل التعبدي.

الفقرة الرابعة: المعجزة الخالدة
الأسلوب: 


•    ترسل القائدة (فيديو رقم2) سمات الإعجاز القرآني.


•    تطلب منهن كتابة ملخص حول الفيديو بسطرين وارساله. 
•    تعرض بعض الدليلات ما كتبن.
•    تعقب القائدة حيث يلزم.


المادة العلميّة: (مواد معينة للقائدة من موقع شبكة المعارف الإسلامية)

اعجاز القرآن الكريم: القرآن معجزة إن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي أعلن وبكل صراحة وقوة أن أحدا لا يتمكن من الإتيان بمثله، وحتى لو إجتمعت الإنس والجن، فلن يتمكنوا من ذلك ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾(هود:13)، بل إنهم لا يقدرون على الاتيان بعشر سور مثله ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾(يونس:38)، بل حتى سورة واحدة قصيرة ذات سطر واحد ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾(البقرة:23-24). ومن ثم تحدى الجميع ودعاهم لمعارضته ومجاراته، واكد ذلك كثيرا في آياته وان عدم قدرتهم على مثل هذا العمل وعدم الإستجابة لهذا التحدي دليل على نسبة هذا الكتاب ورسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للّه تعالى. إذن فمما لا يقبل الشك والتردد أن هذا الكتاب الشريف قد حمل معه دعواه بأنه معجزة، كما أن من جاء به عرضه للبشر كمعجزة خالدة، وبرهان قاطع على نبوته وإلى الأبد، واليوم. وبعد مرور أربعة عشر قرنا، لا زال صدى هذا الصوت الإلهي يطرق أسماع الجميع، صباح مساء من خلال أجهزة الإعلام الصديقة والعدوة، ويتم الحجة عليهم.
ومن جانب آخر، واجه نبي الإسلام من أول يوم من دعوته أعداء متشددين، وحاقدين، بذلوا كل جهودهم وقواهم، لمحاربة هذا الدين الإلهي، وبعد أن يئسوا من تأثير تهديداتهم وإغراءاتهم تآمروا على قتله واغتياله. ولكن فشلت هذه المؤامرة بتدبير من الله الحكيم بهجرته ليلا وسرا إلى المدينة. وبعد هجرته قضى بقية عمره الشريف في حروب ومعارك عديدة مع المشركين وحلفائهم من اليهود. منذ وفاته وحتى اليوم حاول ويحاول منافقوا الداخل وأعداء الخارج إطفاء هذا النور الإلهي، وقد بذلوا كل جهودهم وقواهم في هذا المجال ولو كان يمكنهم الإتيان بكتاب مثل القرآن الكريم لفعلوا ذلك بدون تردد.
وفي العصر الحديث، حيث ترى كل القوى العظمى في العالم أن الإسلام هو العدو الأكبر الذي يتهدد سلطاتهم الظالمة، وأطماعهم الجهنمية والشيطانية، لذلك أخذوا وبكل ما يملكون من قوة في محاربته، مع تملكهم لكل القوى والإمكانات المالية والعملية والسياسية والإعلامية، ولو كان يمكنهم مواجهة التحدي القرآني، وكتابة سطر واحد مشابه لإحدى السور القرآنية القصار لفعلوا ذلك، وعرضوه من خلال أجهزة إعلامهم العالمية، وذلك لأن مثل هذا العمل من أكثر الأعمال بساطة، وأقلها مؤونة ونفقة، وأكثرها تأثيرا في مواجهة الإسلام والمنع من انتشاره وشيوعه.

إذن، فكل إنسان عاقل منصف يجزم بعد التوجه لكل هذه الملاحظات. بأن القرآن الكريم كتاب إستثنائي لا يقبل التقليد والمحاكاة، ولا يمكن لأي فرد أو جماعة الإتيان بمثله مهما بذلت من جهود، وتلقت من تعليم وتدريب على ذلك، أي أنه يملك كل خصائص المعجزة (من كونه خارقا الهيا للعادة، وأنه لا يقبل التقليد والمحاكاة، وطرحه دليلا على صحة النبوة). ومن هنا فهو أفضل دليل قاطع على صدق دعوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أن الدين الإسلامي المقدس على حق وأن من أكبر النعم الالهية على الأمة الإسلامية أن يكون هذا الكتاب الشريف قد نزل بصورة يبقى معها والى الأبد معجزة خالدة، وأن يملك في داخله الدليل على صدقه وصحته وإعتباره. هذا الدليل الذي يمكن لأي فرد فهمه وإستيعابه وتقبله دون إحتياجه لتعلم وتخصص.

عناصر الإعجاز في القرآن الكريم‏
الآن، وبعد أن عرفنا وبصورة مجملة أن القرآن الكريم كلام إلهي معجز، نوضح أكثر بعض عناصر الإعجاز القرآنية.

أ- فصاحة القرآن وبلاغته: إن أول عنصر من عناصر الإعجاز في القرآن الكريم هو فصحاته وبلاغته، أي أنه تعالى إستخدم لعرض مقاصده وفي كل موضوع أعذب الألفاظ وأجملها، وأجود التراكيب سبكا واعتدالا واتقانا ووقعا، ومن خلال ذلك يوصل المعاني المقصودة للمخاطبين من خلال أفضل الأساليب وأقربها للفهم، لا يتيسر إختيار أمثال هذه الألفاظ والتراكيب المتناسقة الملائمة للمعاني العالية والدقيقة إلا لمن كانت له إحاطة تامة بكل خصوصيات الألفاظ ودقائق المعاني، والعلاقات المتبادلة فيما بينها، ليمكنه اختيار أفضل الألفاظ والعبارات، مع ملاحظة كل أبعاد المعاني المقصودة وجوانبها، وملاحظة مقتضى الحال والمقام. ومثل هذه الإحاطة العلمية الشاملة لا يمكن توفرها في أي إنسان بدون الإستعانة بالوحي والإلهام الإلهي.

وأما التعرف على أنه معجزة في الفصاحة والبلاغة، فلا يتيسر إلا لأولئك الذين يملكون الخبرة والتخصص في فنون الكلام المختلفة، ومقارنة ما يتميز به القرآن الكريم مع سائر أنواع الكلام الفصيحة والبليغة، وإختبار قدراتهم بالقياس معه. ومثل هذه المهمة لا يقوم بها إلا الشعراء والبلغاء العرب، وذلك لأن أعظم ما كان يتميز به العرب من فن في عصر نزول القرآن هو البلاغة والأدب، اذ بلغ ذروته آنذاك وكانوا ينتخبون بعض القصائد والأشعار بعد نقدها وتقييمها أدبيا كأفضل المنجزات الفنية والأدبية. والملاحظ أن الحكمة والعناية الإلهية تقتضي أن تكون معجزة كل نبي متلائمة مع العلم والفن الشائع في ذلك الزمان، حتى يدرك جيداً إمتيازها وتفوقها المعجز على كل المحاولات والمنجزات البشرية، كما ذكر ذلك الإمام الهادي عليه السلام في جوابه لإبن السكيت عندما سأله:
(لماذا بعث الله موسى بن عمران عليه السلام بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر؟ وبعث عيسى بآلة الطب؟ وبعث محمدا صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء بالكلام والخطب؟).
فقال الإمام عليه السلام: "إن الله لما بعث موسى عليه السلام كان الغالب على أهل عصره السحر، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجة عليهم. وإن الله بعث عيسى عليه السلام في وقت قد ظهرت فيه الزمانات، واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيى لهم الموتى، وأبرأ الاكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت به الحجة عليهم. وان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجة عليهم"2.
أجل لقد شهد بلغاء العرب آنذاك أمثال الوليد بن المغيرة المخزومي، وعتبة بن ربيعة، والطفيل بن عمرو بأن القرآن بلغ الغاية في فصاحته وبلاغته وبتفوقه على أرقى النتاجات الادبية والبلاغية البشرية3، وبعد قرن من نزوله حاول بعض الأفراد أمثال إبن أبي العوجاء وإبن المقفع وأبي شاكر الديصاني وعبد الملك البصري أن يجربوا حظهم في معارضة القرآن ومجاراته، وقد بذلوا كل قدراتهم وجهودهم خلال عام واحد في هذا المجال، ولكنهم لم يوفقوا لأي شي‏ء، واخيرا اعترفوا بعجزهم أمام القرآن الكريم، وحين اجتمعوا في المسجد الحرام ليتدارسوا أعمالهم وجهودهم خلال ذلك العام، مر عليهم الإمام الصادق عليه السلام وتلا عليهم هذه الآية الشريفة: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنّ‏ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾(الإسراء:88).


ب- امية النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن القرآن الكريم بالرغم من صغر حجمه نسبيا كتاب يشتمل على مختلف أنواع المعارف والعلوم والأحكام والتشريعات الفردية والإجتماعية، ويحتاج البحث عن كل مجموعة منها فيه ودراستها دراسة كاملة إلى جماعات متخصصة تبذل كل جهودها العلمية وخلال أعوام طويلة، ليكتشفوا بالتدريج بعض كنوزها وأسرارها المخبوءة، وليتوصلوا من خلال ذلك إلى حقائق أكثر، وإن كان إكتشاف كل حقائقه وأسراره وكنوزه لا يتيسر إلا لأولئك الذين يمتلكون العلم والتأييد والمدد الإلهي، إن هذه المجاميع المختلفة تشتمل على أكثر المعارف دقة وسموا، وأرفع التعاليم الاخلاقية وأكثرها قيمة، وأكمل القوانين الحقوقية والقانونية والجزائية عدالة وإحكاما، وأثرى المناسك العبادية والأحكام الفردية والإجتماعية حكمة، وأكثر المواعظ والنصائح تأثيرا ونفعا، وأفضل الحكايات التاريخية عظة وتربية، وأنجع الاساليب التربوية والتعليمية.
وبإيجاز فإنه يشتمل على كل الأصول والمبادى التي يحتاجها البشر من أجل تحقيق سعادتهم الدنيوية والاخروية. ولقد امتزج كل ذلك بإسلوب رائع بديع لم يسبق له مثيل، بحيث يمكن لفئات المجتمع جميعا الاستفادة والتزود منها، كل بحسب إستعداده وقابليته.لاإن جمع كل هذه المعارف والحقائق في مثل هذا الكتاب يفوق قدرة البشر العاديين، ولكن مما يزيد الدهشة والإعجاب أكثر، أن هذا الكتاب العظيم ظهر على يد إنسان لم يعرف الدرس والتعليم خلال حياته أبداً، ولم يمسك يوما بيده قلما و ورقة، وقد نشأ في محيط بعيد عن الحضارة والثقافة. والأعجب من ذلك أنه لم يسمع منه خلال أربعين عاما قبل بعثته مثل هذا الكلام المعجز، وخلال أيام رسالته وبعثته أيضا كان ما يصدر منه من آيات قرآنية ووحي الهي يتميز بسبكه وأسلوبه الخاص، وهو يختلف تماماً عن سائر كلامه وأحاديثه، وهذا الفرق الواضح بين هذا الكتاب وسائر أحاديثه مشهود وملموس للجميع. والقرآن الكريم يشير إلى هذه الأمور فيقول: ﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُون﴾(العنكبوت:48).وفي آية أخرى يقول: ﴿قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُون﴾(يونس:16).
وثمة احتمال كبير في ان تكون الآية (23) من سورة البقرة: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِه) مشيرة لهذا العنصر الاعجازي، أي أن هناك احتمالا كبيرا في رجوع ضمير (مثله) إلى (عبدنا).
والحاصل: إذا إفترضنا محالا قدرة المئات من الجماعات المتخصصة والمثقفة وبالتعاون والإشتراك فيما بينهم على الإتيان بمثل هذا الكتاب، ولكن لا يمكن لفرد أمي واحد القيام بذلك.
ومن جهات إعجاز القرآن الكريم
ج-
التناسق وعدم الإختلاف: إن القرآن الكريم كتاب نزل خلال ثلاثة وعشرين عاما من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي فترة شهدت مرحلة مضطربة مليئة بالحوادث الملتهبة، وزخرت بالكثير من التحديات والمحن والحوادث المرة والسعيدة، ولكن هذه المتغيرات لم يكن لها أي تأثير في تناسق محتويات القرآن وأسلوب إعجازه. ومثل هذا التناسق وعدم الإختلاف في شكله ومضمونه جهة أخرى من جهات إعجازه. وقد أشير إليها كما أشير للعلامتين السابقتين في القرآن الكريم: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾(النساء:82)
وتوضيحه: إن كل إنسان يواجه على الأقل نوعين من المتغيرات:
الاول: إن معلوماته وخبراته تأخذ بالتزايد والنمو، وهذا النمو والزيادة في ثقافته ومعلوماته وخبراته وقدراته تنعكس وتؤثر في أحاديثه وكلامه، وبطبيعة الحال، سوف يبرز الإختلاف الواضح بين أحاديثه خلال عشرين عاما.
والثاني:  إن حوادث الحياة المختلفة تؤدي إلى ظهور حالات نفسية ومشاعر وأحاسيس مختلفة، أمثال: اليأس والأمل، والفرح والحزن، والقلق والهدوء، ولمثل هذا الإختلاف في الحالات تأثير كبير في تفكير المرء وفي أقواله وافعاله، وبطبيعة الحال، مع اشتداد هذه التغيرات وإتساعها فإن أحاديثه سوف يطرأ عليها إختلاف كبير. وفي الواقع إن تغيرات الكلام خاضعة لتغيرات الحالات النفسية، وهي بدورها خاضعة لتغير الظروف الطبيعية والإجتماعية. فإذا افترضنا أن القرآن الكريم من صنع النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه كإنسان خاضع لكل المتغيرات المذكورة، فمع ملاحظة الظروف المتغيرة الحادة التي شهدتها حياته فلا بد أن تظهر في كلامه إختلافات كبيرة في شكله ومحتواه، مع أنه لم يشاهد أي أثر لمثل هذه الإختلافات. إذن، فهذا الإنسجام وعدم الإختلاف في مضامين القرآن، وفي مستوى بلاغته المعجزة، يعد علامة أخرى على صدور هذا الكتاب الشريف من مصدر العلم الثابت واللامتناهي لله تعالى، الحاكم على الطبيعة وغير المحكوم لكل الظواهر المختلفة والمتغيرات.


الاختتام 

•    دعاء الحجة بشكل جماعيّ (إن كان عبر الزوم، أو من خلال اتصال فيديو عبر الواتساب إن أمكن).

الحمد لله رب العالمين
 

دليلة
3702قراءة
2021-03-04 12:25:23

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا