12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> الأدب مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الأدب مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)

 

يدأب الناس في المجتمعات المختلفة على احترام قياداتهم والتأدّب معهم، وكلّما علا مقام الإنسان وارتفعت درجته عند الله تعالى، كلّما ازداد مستوى الاحترام تجاهه. كما ودعا الإسلام في كثيرٍ من تعاليمه إلى حسن الأدب والتعامل مع الأنبياء (عليهم السلام)، ولا سيّما خاتمهم النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله).

  1. أدب المحبّة:

أكدّ الأئمة (عليهم السلام) على أنّ الحبّ هو أساس الدين وعنوانه، ثمّ أنّ قلب الإنسان يتعلّق بالأمور التي يرى فيها الخير والبركة والمحبّة والرأفة، ومن هنا يمكن القول أنّ محبّة الرسول (صلّى الله عليه وآله) تنشأ من كونه نبيّ الله ورسوله، وخاتم الأنبياء، ويمثّل الإنسان الصالح في المجتمع الإنساني، وأنّه (صلّى الله عليه وآله) يجسّد الخير والبركة والمحبّة على الأرض فعنه (صلّى الله عليه وآله) قال: "لا يؤمن عبدٌ حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، وأهلي أحبّ إليه من أهله، ...". فمن يحبّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يلزم عليه أن يحبّ أهل بيته (عليهم السلام)، وإلاّ لا يكون محبًّا للرسول (صلّى الله عليه وآله).

  1. أدب الاتباع:

يتحقّق أدب الاتباع بتطبيق تعاليم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عمليًّا، فلا يكفي ادعاء الحبّ القلبي؛ لأنّ حقيقة الحبّ تعني العمل بتعاليم من تحبّ. قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}، وقال: {من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظًا}، أي من تولّى وأعرض عن طاعة الله أو عن طاعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) فما أرسلناك عليهم حفيظًا، بحيث تحفظهم عن التولّي والاعراض جبرًا، وإنّما عليك البلاغ، أي ردّ عليه أمر العباد وجعله الحاكم فيه، ووجب عليهم الطاعة له والتسليم لأمره ونهيه والانقياد له في جميع ما جاء به من الدين.

  1. أدب الصلاة عليه:

وذلك بالصلاة عليه عند ذكره، قال تعالى: {إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا}، إنّ الله تعالى ابتدأ بالصلاة على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ثمّ أتبع ذلك بصلاة الملائكة عليه، وبعد ذلك أمر المؤمنين أن يصلّوا عليه، وفي هذا دلالةٌ على أنّ صلاة المؤمنين له اتباعًا لله سبحانه وتعالى، والتزامًا بالأوامر الإلهيّة التي تكشف أداب التعامل مع الرسول (صلّى الله عليه وآله). كما أنّ الصلاة التي افترض الله تعالى عليهم أن يصلّوها عليه ملازمة للصلاة على أهل بيته (عليهم السلام) بقول: "اللّهم صلِّ على محمّد وأهل بيته".

  1. أدب الاحترام والتعظيم والدفاع:

التعظيم منزلةٌ فوق المحبّة، لأنّ ليس كلّ محبّ معظّمًا، والداعي إلى التعظيم ما يجده الإنسان في من يعظّمه من الصفات العليّة، وما يتعلّق به من حاجات المعظّم التي لا قضاء لها إلاّ عنده، وهذا كلّه عند عامّة الناس. ومن المعلوم أنّ حقوق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أجلّ وأعظم وأكرم وألزم وأوجب؛ لأنّ الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة، وعصم به أرواحنا وأبداننا، وأعراضنا وأموالنا، وأهلينا وأولادنا في العاجلة، فأيّ نعمة توازي هذه النعم. فحقٌّ علينا إذًا، أن نحبّه ونجلّه ونعظّمه ونهابه أكثر من أجلال كلّ عبدٍ لسيّده، وكلّ ولد لوالده. قال الله تعالى: {إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزّروه وتوقّروه} والآية صريحةٌ في أنّ حقّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أمّته أن يكون معزّزًا وموقّرًا ومُهابًا.

  1. أدب عدم التقدّم على النبي (صلّى الله عليه وآله) وخفض الصوت:

لقد نهى الله تعالى عن الأفعال التي تتنافى مع واجب الاحترام لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حيث قال سبحانه وتعالى: {يا أيّها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يديّ الله ورسوله واتّقوا الله إنّ الله سميع عليم}، هناك ثلاث آداب:

  1. عدم التقدّم على الله ورسوله، والمراد من عدم التقدّم بين يديّ الله ورسوله؛ هو ترك العجلة والتسرّع في الكلام أمام أمر الله تعالى ورسوله (صلّى الله عليه وآله).

  2. عدم رفع الصوت عند رسوله (صلّى الله عليه وآله)، فقد جعل الله سبحانه رفع الصوت عنده سببًا من أسباب حبط العمل.

  3. عدم الجهر بالقول عند مخاطبته (صلّى الله عليه وآله)، بل يخفض الصوت عند التكلّم معه احترامًا له.

  1. أدب المناداة:

قال الله تعالى {ولا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا قد يعلم الله الذين يتسلّلون منكم لواذًا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصبيهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}، وسبب نزول هذه الآية هو أنّه كان ثمّة جماعة من المسلمين والمنافقين الذين لم يتعلّموا الآداب الإسلاميّة في التعامل مع الرسول (صلّى الله عليه وآله)، فكانوا ينادون بقولهم: "يا محمّد!" وهذا لا يليق بنداء قائد إلهيٍّ كبير. فحريٌّ بالمؤمن أن يتأدّب بهذا الأدب، فلا يذكر اسم نبيّه (صلّى الله عليه وآله) إلاّ مقرونًا بكلمة رسول الله أو نبيّ الله وأمثال ذلك.

برامج
1653قراءة
2019-12-11 19:33:10

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا