12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> محمّد (صلّى الله عليه وآله) نبيّ الرحمة

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

محمّد (صلّى الله عليه وآله) نبيّ الرحمة

 

لا شكّ أنّ الشخصيّة النبويّة قد نالت القدر الأوفى من كلّ الشمائل الحسنة، فرسول الله (صلّى الله عليه وآله) هو الإنسان المسلم المؤمن الذي دعا إلى الإيمان بالله الواحد، وإلى تحرير الإنسان من العبوديّة. إلاّ أنّ بعض الحاقدين ينسبون بعض الأمور المنافية للحقيقة والواقع إلى هذه الشخصيّة العظيمة.

تُمثّل شخصيّة النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) شخصيّة الرجل الذي اكتملت فيه كلّ الأخلاق الحميدة وتخلّى عن كلّ الأخلاق الذميمة، {وإنّك على خلقٍ عظيم}. وقد مثّلت حياة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) المثل الأعلى للإنسانيّة في جميع أحوال الحياة وأوجهها، في السلم والحرب، في الحياة الزوجيّة، مع الأهل والأصحاب، في الإدارة والرئاسة والحكم والسياسة، في البلاغ والبيان، {ولكم في رسول الله أسوةٌ حسنة}. فكان (صلّى الله عليه وآله) يفيض رحمةً في خلقه وسلوكه وأدبه وشمائله، وهو مثلٌ أعلى للرحمة الإلهيّة {بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم}.

  1. النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) العطوف والمحبّ:

إنّ التأمّل في حياة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الخاصّة في بيته ومع أولاده وأهله {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين}، تكشف لنا أنّ الرحمة والمحبّة والشفقة من أبرز صفاته وأخلاقه وخصاله، فكان (صلّى الله عليه وآله) يحبّ الأطفال، ويقبّل أولاده، ويعطف عليهم، ويأمر بالمساواة في المحبّة بينهم، كما يحبّ أهله وزوجاته. كان إذا سمع بكاء الصبّي أسرع في الصلاة مخافة أن تُفتتن أمّه، ولم يضرب (صلّى الله عليه وآله) إنسانًا قط في حياته، وأمّا فيما يرتبط بعلاقته بأصحابه فالآية الكريمة تشير {حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم}.

  1. رحيم في الحرب والسلم:

كان (صلّى الله عليه وآله) يحارب بشجاعة، ولكنّه كان صاحب شفقة عظيمة أيضًا، كان سياسيًّا، ولكنّه في الوقت نفسه كان صاحب مروءة وقلب كبيرين، فقد استشهد في غزوة أحد عمّه حمزة أسد الله ورسوله (رضي الله عنه) ومُزّق جسده تمزيقًا، وشجّ رأس النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وكُسرت رباعيّته، ومع ذلك فقد كان يدعو لأهل مكّة مقابل أذاهم "اللهم اغفر لقومي إنّهم لا يعلمون". وعندما حاصروه في شعب أبي طالب، وتسبّبوا في وفاة أحبّ زوجاته إليه خديجة الكبرى رضي الله عنها، كما كانوا السبب في وفاة عمّه أبي طالب، وعندما دخل مكّة بعشرة آلاف مقاتل، ومع كلّ مظاهر النصر كان أُنموذجًا للرحمة حيث قال: "اذهبوا أنتم الطلقاء".

 

  1. رسالة النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله) دين المحبّة والرحمة:

الدين الإسلامي دين الرحمة والمحبّة والسلام والدعوة إلى الخير، وما تشريعه للقتال إلا أحد مظاهر الرحمة؛ إذ لا يمكن زرع الرحمة في الأفراد والمجتمعات إلا بدفع الظالم، ورفع ظلمه عن المظلومين. يقول الله تعالى {كتب ربّكم على نفسه الرحمة}، فرحمة الله واسعة ولا يعلم مداها إلاّ هو، وأكدّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على ضرورة رحمة الناس ومداراتهم، فالمسلم رحيمٌ في كلّ أموره، يعين أخاه في ما عجز عنه، فيأخذ بيد الأعمى، ويرحم الخادم، ويرحم والديه ويبرّهما حيث قال: "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء". وحذّر (صلّى الله عليه وآله) من الغلظة والقسوة، وعدّ الذي لا يرحم الآخرين شقيًّا حيث قال: "لا تُنزع الرحمة إلاّ من شقي". وقال: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس".

برامج
2359قراءة
2019-12-11 19:22:55

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا