12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> رباب زوجة وفية

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

رباب زوجة وفية


إنّ الذي كان نوراً يستضاء به
في كربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالحة
عنّا وجُنِّبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلاً صلداً ألوذ به
وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى، ومن للسائلين ومن
يغني ويأوي إليه كل مسكين
والله لا أبتغي صهراً بصهركم
حتى أغيب بين اللحد والطين

هي أبيات ما هي إلا ذريرات صغيرة من الإعصار التي أطلقته الرباب زوجة الإمام الحسين (عليه السلام) في وجوه الظالمين، فهزت عروشهم، وعصفت بدولة البغي والإلحاد فألقت بها على مزابل التاريخ.

وصفته في أبياتها بالنور، وحين تصف زوجها الحسين بأنه نور يستضاء به، فإنها تشير إلى حقيقة أبي عبد الله (عليه السلام) فقد كان له نور يتلألأ في الليلة الظلماء...

والشيء الملفت للنظر، في الطريقة التي سارت عليها الرباب في ندبها للحسين فهي اتخذت طريقاً غير مألوف لدى الأرامل، إنها طريقة سببها واحد وهدفها واحد... فالسبب كان يطفح على لسان الرباب وهو كونها رأت الحسين مطروحاً بالعراء، مرملاً بالدماء تحت أشعة الشمس.

فبعد مصرع الإمام الحسين (عليه السلام)، وبعد رجوع الرباب من العراق إلى المدينة، عمدت إلى سقف الدار وأمرت البنّاء أن يقتلعه لتجلس في الشمس مواساة لبعلها سيد الأحرار الحسين (عليه السلام) إلى آخر نبض في بدنها الطاهر.

وينقل المؤرخون: أنّ جماعة من شيعة أهل البيت كانوا قد دخلوا على الإمام السجاد (عليه السلام)، وفي أثناء ورودهم وقع بصرهم على امرأة مجللة بالسواد جالسة في الشمس وبجانبها طفلة بدا عليها الانكسار.. فتصوروا أنها جارية من جواري الإمام (عليها السلام)، وخيل لهم أنّ الإمام أجلسها في الشمس عقاباً لها.

ولكم كانت الدهشة كبيرة في عيونهم، حين أخبرهم الإمام أنّ هذه المرأة ما هي إلا الرباب زوجة أبي عبد الله (عليه السلام)، التي اختارت هذا اللون من الاحتجاج ضد حكام الجور، وأئمة الكفر والظلم.

ولكن أولئك الرجال، لم يكتفوا بالعذر، وإنما أكدوا على الإمام (عليه السلام) أن يخاطب الرباب لتقوم من مجلسها في الشمس، وجاء الإمام (عليه السلام) إليها، حتى وقف على رأسها مسلماً، وقال ما مفاده: يا أم عبد الله إنا نخاف عليكِ أن تهلكي بهذا الحال، وبفعل هذه الشمس الحارقة.

فردت عليه بكلام لو سلط على الجبال لأذابها، ولو وجه إلى الليل لأضاءه، لأنه كلام يكشف عن عظمة هذه المرأة ووفائها،: لا والله لا أفارق هذا المكان ولن أبرح الأرض حتى يجمع الله بيني وبين الحسين (عليه السلام).

قال السجاد: لماذا لا تبرحين هذا المكان؟

فقالت: لأني رأيت جسد حجة الله تصهره حرارة الشمس!

 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
كتاب الليالي الفاطمية امتداد للأيام الحسينية، الشيخ عبد الله الكربلائي

 

الأنشطة الثقافية
2159قراءة
2016-01-08 17:59:23

تعليقات الزوار