العدد 19 - أثر التلفاز على الأطفال

كشافة الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

ها هو الأستاذ أحمد يدخل صفه في لبنان, و إذا به يتفاجأ بمجموعة من طلابه يطحنون الطبشور و يجلسون في حلقة على الأرض , ذاك يشم المسحوق, و آخر يترنح و هم يقلدون جلسة إدمان لممثل عربي كوميدي مشهور. ولا شك أنك قد سمعت أولئك الأطفال الذين أخذوا بتقليد عملية شنق شاهدوها على التلفاز , و النتيجة تعرض طفلة لخطر الموت. و عن ذلك الطفل الذي قفز قفزته الأخيرة في حياته عندما كان يقلد طرزان. وكم من الأطفال يحاولون القيام بما يقوم به أبطال الديجتال. و كم رأينا فتيات صغيرات شغلت "باربي" كل حياتهن فقلدنها بثيابها و أزيائها و صفاتها. هذه المشاهد عزيزي القارئ لطالما كانت غيض من فيض تأثير التلفاز على أطفالنا, و هذا ما سنعمل على معالجته في هذا العدد , فكل هذه المشاهد تؤثر سلباً على نفسية الطفل و شخصيته بحيث تميل إلى الإجرام بعكس ما هي عليه طبيعته و فطرته الميالة إلى الإستقرار و البراءة . و فضلاً عن ذلك , أصبحت العادات الغربية تطبع نفوس أطفالنا و غرائزهم, حيث أن العنف و الجريمة و الجنس و الميوعة أصبحت موضوعات أفلام الكرتون الأساسية, و لا ننكر بأن قسماً منها يقدم قيماً إجتماعية و أخلاقية إلا أن ذلك يكون في بعضها بعد عرض الكثير من اللقطات الفاسدة إجتماعياً و أخلاقياً كمن يدس السم في العسل. من هنا ، فإننا وان كنا نجد بأن التلفاز يساهم كثيراً في إغناء ثقافة الأطفال و في توسيع آفاقهم في تكوين سلوكيات إيجابية عند الأطفال , لكن هذا التأثير يبقى بسيطاً ، لأن المحطات الملتزمة لا تقوى على المواجهة بالإمكانيات المتواضعة المتوفرة.