12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> افتحي قلبك

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

قائدتي العزيزة أذكر لك مشكلتي لعلّي أجد عندك حلًّا لها..
أنا من اللّواتي يتضايقن من الأصوات العالية والضّجيج، وهذا الأمر كان سببًا لازدياد المشاكل بيني وبين إخوتي، لدرجة أنّي أصبحت لا أتحمّل سماع أي صوت يصدر عنهم، وحتّى أحاديثهم. ماذا عسايَ أفعل؟
جواب الدكتورة أميمة عليق

صديقتي العزيزة، أشكرك على ثقتك، وعلى إرسالك المشكلة الّتي نأمل مساعدتك ببعض الخطوات العمليّة في سبيل حلّها.
إذا تأمّلنا كلماتك بتمعّن أوّل ما سيظهر لنا أنّك شخصٌ حسّاس ورقيق في عالم صاخب كثير الضّجيج، طبعًا أشخاصٌ مثلُكِ يعانون كثيرًا في هكذا ظروف.
ولكن أن تصبح هذه مشكلة قويّة تؤثّر على حياتك اليوميّة، فهذا أمر لا بدّ من الوقوف عنده والبحث عن أسباب أعمق من كونك حسّاسة ورقيقة.
وإذا ما حاولنا النّظر بطريقة شاملة إلى الوضع: أعتقد أنّ بيتكم يقع في مكان كثير الضّوضاء والضّجة، وهذا الأمر يؤثّر على قدرة التّحمّل على الأُذُن، ويزيد في توتّرها. وإذا لم يكن كذلك قد تكونين سكنت في مكان صاخب يومًا ما، ممّا أثّر على قدرة تحمّلك للأصوات العالية. هذا الأمر بما أنّه يؤثّر على البيت بأكمله قد يدفع البعض إلى رفع أصواتهم من دون الانتباه، والبعض الآخر يصبح كثير التّوتّر ولا يمكنه التّكيّف مع هذه الأصوات العالية، حتّى إن كانت غير مزعجة أحيانًا. ولكن إذا ما عرفنا أنّ الحكمة تتطلّب مداراة النّاس، وجب علينا الدّقة في ردّات فعلنا.
لذا من المفيد زيارة طبيبٍ لإجراء فحوصات طبّيّة لأذنيك، فقد يكون سبب انزعاجك من الأصوات العالية عضويًّا.
كما أطلب منك التّعبير عمّا يزعجك داخل البيت أي القول بصوت واضح:"إنّ الصّوت العالي يزعجني، وأرجو الالتفات إلى هذا الأمر عندما أكون موجودة"، وأعتقد أنّ إخوتك سيقدّرون الموقف. وعند شعورك أنّ الوضع خلال نقاشك أو تعبيرك عن استيائك بدأ يتوتّر فمن الذّكاء التّوقّف وعدم الاستمرار في النّقاش كي لا تحدث مشكلة كما طرحتِ في كلامك.
أمّا إذا لم يكن بيتكم في مكان صاخب ولم تعيشي قبلًا في مكان صاخب، فأطلب منك صديقتي معرفة متى بدأت تشعرين بهذا الأمر؟ وما هي الظّروف المرافقة؟ إذا ما عرفنا هذه التّفاصيل يمكننا ضبطها وحصرها والسّيطرة عليها.
هذا فيما يتعلّق بالظّروف الخارجة عنك أمّا فيما يتعلّق بك صديقتي، بالإضافة إلى كونك حسّاسة رقيقة، قد يرتبط الأمر بموضوع آخر بمنتهى الأهمّيّة وهو أنّك تمرّين في مرحلة ضغط نفسيّ شديد، عليك السّعي للتّخفيف منه، لأنّ هذا الأمر إذا لم يتمّ حلّه، تفاقم لدرجة تظهر فيها مشاكل نفسيّة أعمق وأخطر.
وفي سبيل ذلك من المهمّ القيام ببعض الخطوات العمليّة:
• اختاري صديقة مقرّبة أو أحد أخواتك وتكلمّي معها بشكل دائم عمّا تعانين منه وما الأمور الّتي توتّرك، واسعيا لإيجاد حلول وخطوات عمليّة للتّخفيف منها. (طبعًا لا تتردّدي في طلب استشارة مختصّة إذا لم ينجح الأمر).
• اختاري وقتًا معيّنًا ومكانًا محدّدًا في البيت للجلوس فيه يوميًّا، والتّفكير لمدّة ربع ساعة فقط، في شخصيّتك ومشكلتك وما تَمُرّين به خلال اليوم وحاولي التّفتيش في هذه الأحداث عن الأشياء الإيجابيّة المضيئة الّتي قد تعطيك شعورًا جيّدًا.
• من المفيد قراءة القرآن يوميًّا ولو آيات قليلة، وكذلك الاستماع إلى موسيقى هادئة بين الحين والآخر.
• أكثري من القراءات الّتي تساعد في تهذيب النّفس والبحث عن مكامن القوّة في شخصيّاتنا، ممّا يجعلك تعرفين مستوى أهمّيّة أيّ أمر حولك فلا تعطين أيّ شيء أكثر من قيمته الحقيقيّة.
• اعرفي أنّ عائلتك هي نعمة، والأيّام الّتي تمضينها مع أهلك وإخوتك هي من أجمل الأيّام الّتي ستتحسّرين عليها حين تكبرين وتبتعدين عنها، فاعرفي كيف تعيشين جمال هذه اللّحظات مع من تحبّينهم ويحبّونكِ.

وأتركك في حفظ الله ورعايته
د. أميمة علّيق

 

دليلة
1538قراءة
2018-10-09 08:55:22

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا