12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القادة والعلماء >> الشّيخ الشّهيد إلى العاصمة بيروت -3

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الشّيخ الشّهيد 
محمد جواد مغنيّة

إلى العاصمة بيروت (الجزء الثالث):


تعلّمتُ صنع الحلوى "المشبّك والعوّامة والنّمّورة" من بائع حلوى يقيم معنا في الغرفة فتركت للتّو بيع الكعك وشرعت أصنع الحلوى بنفسي وأبيعها مستقلّاً استقلالاً تامّاً. وكانت هذه المهنة نهاية المطاف بالنّسبة لعملي في بيروت التي بقيت أكدح فيها أربع سنين أو أكثر.
ولقد عيّرني بمهنتي هذه -بعد أن أصبحت عالماً معروفاً ورئيساً للمحاكم الجعفريّة في لبنان- البعض من المعمّمين ومن أبناء العلماء، ونشروا يهاجموني في أكثر من صحيفة يصفوني ببائع الحلوى، تهجّموا عليّ لأنّي كدحت من أجل لقمة العيش الشّريف وكافحت لكسب الحلال ولأنّ نوع العمل الذي مارسته لا يتناسب مع وضع آل مغنيّة المرموق ومكانتهم الإجتماعيّة العريقة، وتناسوا أنّ أولياء الله وعباده الصّالحين كانوا من الكادحين وأنّ عليّاً (ع) كان يضرب الأرض ليُخرج منها الماء ويحمل أكياس الرّمل على ظهره، ويتقاضى أجرته من الزرّاع الذين عمل عندهم ولأنّ الواجب في منطقهم كان يقضي عليّ أن أولد قبل أن يموت أبويّ بثلاثين سنة على الأقل حتى لا أعاني شدائد اليُتم بلا كفيل ومصاعب الطّفولة المشرّدة.
أمّا الذين تجنّوا عليّ وهاجموني فلهم فضل السّبق إلى اختيار وقت ولادتهم وبقائهم في حجور أبائهم وأمّهاتهم حتّى بلغوا سنّ الأربعين أو يزيد، والجدير بالذّكر أنّ أحد هؤلاء انتهى مجنوناً في مستشفى الأمراض العقليّة وآخر يعيش على الصّدقات، أمّا أخيرهم فقد طواه الزّمن ولم يعد شيئاً مذكورا.
أشهد أمام الله عزّ وجلّ أنّي آسف لحالهم من أعماق قلبي، سامحهم الله وغفر لنا ولهم جميعاً.

مقتطفات من كتاب 
"تجارب محمد جواد مغنيّة"

برامج
1883قراءة
2018-08-20 00:31:03

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا