12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المسرح >> حكاية غيمة الفرح

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

حكاية غيمة الفرح
(15 شعبان - ونراه قريباً)

لكم ولأبنائكم...

حكايتي بتقول:

بضيعة بعيدة بتوقع على كتف الجبل الأخضر. وإسما عإسم الجبل، ضيعة الجبل الأخضر، كانت البيوت منمنمة وصغيرة، وشبابيكها كمان.

ومن شبابيك هالبيوت كانت تطلع ريحة خبز التنور، ومن بوابها تفوت ريحة زهر الليمون. وعطراف طرقات الضيعة انزرع شجر وورود ملونة، أحمر وأصفر وأبيض، جوري ونرجس وياسمين.

وإذا مشيتوا بطرقاتها بتلاقوا رجالها عم يزرعوا ومنتشرين بأشغالن وأعمالن.

وبتلاقوا خدود الولاد وشعراتن ملونين بألوان ورود هالضيعة. الولاد بيلعبوا طول النهار تحت الغيمة البيضا الصغيرة، اللي كل يوم الصبح بتوقف فوق تلال الضيعة.

وبيوم صار شي غريب!. طلع الضو بس الغيمة ما طلت.

اللي طل كان شخص غريب، إسمو كمان غريب، إسمو  "إيهود المهدود".

ومن أول ليلة إلو بالضيعة، عمل بلبلة طويييلة عريضة، وبيصير يفتن ويألّف قصص عن رجال الضيعة.

- هيدا الزلمي حكا عليك. قال عنك فاشل بالحلاقة. وبتاخد مصاري أغلى من غيرك. أي أي أنا سمعتو متل ما عم خبرك.

- ويقول للتاني، وحياتك هيدا سرقلك الميّات. شفتوا بعيوني بنص الليل. مادد نبريش الماي.

- وهيداك قصّلك الزرعات. ما قدر يتحمل كيف شتلاتك كبروا قبل شتلاتو.

- وهيدا يقلو كذا وهيدا يقلو هيك.

وكمّل هييك كم يوم، لحتى عليت العصي فوق الروس بين رجال الضيعة، وتفرّقت القلوب، وكل جار سكّر بابو للتاني، من ورا "إيهود" هالخبيث. وصارت توقف بالسما غيمة سودا كبيييييرة بدل الغيمة البيضا الصغيرة.

حزنوا الولاد. وصاروا يوقفوا عالشبابيك، وما يسترجوا يضهروا لبرا. وبطلوا يعرفوا طعم النوم، برغم كل محاولات إماتهن حتى يخلصوهن من هالمشكلة.
 
كل ما يجي الليل يوقفوا عالشبابيك حزنانين لأن قلبن حزين. وكإنو ناطرين غيمة الفرح، بس هالنطرة تطول وتطول وتطول ليطلع الصبح!. ولما يطلع الصبح ما كانت تجي الغيمة.

وبلشت أوضاع الضيعة تتراجع، لا حدا يبيع ولا حدا يشتري.

هلأ جوّات كل بيت، كان في قلوب حنونة، قلوب الإمّات الصابرة. يمسحوا التعب عن عيون الولاد، يحاولوا يغفوهن ويحدولن ليناموا، يدفوهن إذا بردانين، ويهوّولن إذا مشوبين. بس هالولاد للأسف ما يغمضلن عين.

الأمهات احتارت بأمرا، مش خالصة من كل الميلات. والرجال مش عم يسعوا. مش عم يفيقوا على حالن. وإيهود المهدود مسيطر عليهن. مخليهن مفرّقين.

وبيوم عند الفجر، وحدة من الامهات التجأت لحل من نوع غير، التجأت للدوا. "للدعاء". وبقلب موجوع، وبدموع صادقة، توسلت برب العالمين:

"يا رب من لما وعينا عهالدني، وبنسمع بالمخلص الموعود، يا رب عجّل برحمتو علينا، يا رب فرّح قلوب أطفالنا بطلتو، يا رب نوّر قلوب رجالنا، وخليهن يتخلصوا من اللي خرب هالضيعة، الوضع ما عاد يتحمّل، يا رب يا قادر يا كريم".

وبصبحيّة غير كل الصبحيات، هني وناطرين هالولاد عشبابيكن، بيشوفوا رجّال من هالضيعة هاجم على إيهود، ما لحق هالرجال هجم، حتى الغيمة السودا بلشت تختفي شوي شوي. فهموا الولاد إنو إيهود هوي السبب، طلعوا من البيوت، وركضوا مع الرجال ليطردوا هالخبيث.

بيشوفوا بالسما من بعيد "غيمة الفرح" جااي، بتصير تشتّي فرح بقلوب الولاد، من وين جايبة هالغيمة شتواتها؟ الولاد ما بصدقوا اللي عم بصير، بيركضوا وراها بيلحقوها وبصيروا يدقوا بواب الضيعة متل كإنن سيارات إسعاف "وي وي وي، وي وي وي، قوموا قوموا زعبوه، وي وي وي، وي وي وي، إيهود المهدود طردوه، وي وي وي، وي وي وي رجعت غيمة الأفراح".

هالغيمة تنقلت عكل الضيع المظلومة لفاتوها الغربا وفرقوا قلوبا، وهالولاد لصار قلبن مليان فرح، ما تركوا بيت إلا ودقوا عليه، لحتى كل أهالي ورجال الضيع تجمعوا بالساحات وهللوا، وقاموا، وانتصروا، وزغردوا، لطلوووووع الضو.


نص الحكاية: سحر شحادي.



للاستماع للحكاية:


لتنزيل الحكاية:
اضغط هنا

فنون
3022قراءة
2018-05-01 15:30:23

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا