12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> السلام عليكم أهل الدّيار

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

السلام عليكم أهل الدّيار

 


الزيارة لغة من الزَّور، والزَّورُ: أعلى الصدر.
وزرت فلاناً: تلقيته بِزَوري، أي بصدري.. أو قصدتُ زَوره، أي صدره.
والزَور: الذي يزورك، وفي الحديث: "إنّ لِزَورِك عليك حقّاً".
وقد تزاوروا: زار بعضهم بعضهم.
والتزوير: كرامة الزائر، وإكرام المزور للزائر.. يقال: زوِّروا فلاناً: أي كرموه.. وقد زوَّر القوم صاحبهم تزويراً، إذا أحسنوا إليه.
وأزاره: حمله على الزيارة.
واستزاره: سأله أن يزوره.
وتطلق الزيارة ويُراد بها، عندما يبحث عن حكمها، زيارة القبور غالباً، وزيارة المقامات المقدّسة.

وقد وردت زيارة القبور في القرآن الكريم في قصة أصحاب الكهف ونزاع القوم فيهم بعد أن أماتهم إذ يقول سبحانه: إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَ عَلَيْهِم مَّسْجِداً.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية".

ماذا يجد الزّائر في سريرته وهو يزور القبور، أو يتوجّه لزيارتها؟! وما أهداف الزّيارة؟

لزيارة القبور أهداف عديدة، مستقاةٌ من أحاديث وروايات أهل البيت (عليهم السلام)، ويمكن تلخيصها في ما يلي:

1. الخشوع وتذكّر الموت والآخرة، وهذه أهداف لا غنى لمؤمن عنها، حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّي نهيتكم عن زيارة القبور، فمن شاء أن يزور قبراً فليزره، فإنّه يُرقُّ القلب، ويُدمع العين، ويذكّر الآخرة.. ولا تقولوا هُجراً".

2. الدّعاء للميت: هذا السلوك الاَخلاقي الرفيع، الذي يحفظ كرامة المسلم في مجتمعه حتى بعد موته، ويربّي في المسلمين روح الإخاء والحبّ والمودة وأداء حقوق الآخرين التي لا تنقطع برحيلهم من الدنيا، لهو واحد من الجوانب التّربوية والاجتماعية الرّاقية التي تميز بها نظام الأخلاق في الإسلام.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم مؤكداً هذا المعنى: "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، واجعلوا زيارتكم لها صلاةً عليهم واستغفاراً لهم".

3. أداء حقوق الموتى: وهذا ما نلحظه بوضوح في خطاب الرسول (صلى الله عليه وسلم): "ألا فزوروا إخوانكم، وسلّموا عليهم". ففيه إشارة إلى أن لإخواننا الموتى حقوقاً علينا، ينبغي علينا أداؤها بزيارتهم والتسليم عليهم، ولمزيد من الترغيب في ذلك يذكّرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ذلك سيعود علينا أيضاً بالنفع الكبير"فإنّ فيها عبرة". ولا شك في أنّ لبعض الموتى حقوقاً خاصةً على البعض، وكلّما تعاظمت الحقوق أصبح لهذه الزيارة شأن أكبر ومرتبة أرفع.. ولا شك في أنّ للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أبناء أمّته أثبت الحقوق وأعظمها، الأمر الذي يجعل قصد أحدهم زيارته صلى الله عليه وآله وسلم من القربات المهمّة في حياته.
وهذا ما أكّده حديث أهل البيت عليهم السلام في هذا الشأن:
فعن الاِمام الرضا عليه السلام: "إنّ لكلِّ إمام عهداً في عنق أوليائهم وشيعتهم، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الاَداء، زيارة قبورهم".

4. قصد القربى والثواب: مع خلوص النية وصحة الفعل، فيقصد المسلم التقرب إلى الله تعالى ونيل الثواب بزيارة قبور المؤمنين، أو قبر واحد بعينه. وذلك لما انطوت عليه الزيارة من فضائل ومستحبات لا تنفصل عنها.
فالزيارة وإن كانت بقصد القربى فإنّ مقاصدها الرئيسية الثلاثة متحققة فيها على أي حال؛ من العبرة، والدعاء للميت، وأداء حقّه.

رزقنا الله زيارة قبور أهل البيت (عليهم السلام) ولا حرمنا من هذه النعمة العظيمة.
يا وجهاء عند الله اشفعوا لنا عند الله.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

الأنشطة الثقافية
1026قراءة
2016-01-07 14:49:53

تعليقات الزوار


fatimaM