12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> ما يميز عيد الغدير عن باقي الأعياد

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

ما يميز عيد الغدير عن باقي الأعياد

إن العيد مأخوذ ومشتق من العود، قال ابن منظور واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه(1)
فتكون وجه المناسبة في التسمية هو أن العباد يعودون إلى الله في تلك الأيام بالطاعة والتوبة والعمل الصالح، ولذا ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في بعض الأعياد:
"إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد".(2)
وفي هذا المقطع الرائع يسلط أمير المؤمنين (ع) على حقيقة ناصعة وهي أن ولكن لماذا صارت بعض الأيام أيام عيد دون الأخرى إذا كانت العودة إلى الله بنبذ المعصية قد يحصل في باقي الأيام؟
والجواب:
إن الله اختص بعض الأيام دون الأخرى وجعلها محلاً لعودة الخلق إليه ونيل عطاياه وهباته مع أن كل الأيام كذلك، ومع أنه قد لا يكون يوم عيد الفطر يوم عودة المكلف إلى الله لمعصيته له فيه وقد يكون غير يوم عيد الفطر يوم عودته لعدم معصية الله فيه، ولكن الله أراد أن يتفضل على عباده فيجعل أياماً معينة مخصوصة بالعيد يزيد فيها من فضله وعطاياه ومنحه، فيحصل العامل فيه العائد فيه إلى الله على المزيد من الأجر والثواب، كما أنه يشكر الله على نعمه فيها بما وفقه للصوم والحج، ولكي يقدر عظمة وأهمية ما اقترنت به الأعياد، من الصوم والحج والصلاة
ومن هذه الزاوية فإن العبد يكون فرحاً في العيد، وهذا ما يقع في الأعياد حيث يعم الفرح النفوس ، غير أن فرحة المسلمين والمؤمنين لا من جهة نيل مشتهيات النفس المادية كالأكل بعد الصوم فإن هذه مما لا توجب الفرحة للإنسان المتأمل والمتمعن في القيم الواقعية للأمور، والإنسان العامل يفرح بالجوائز والهبات الربانية لا بحطام الدنيا الزائل ولذائذها المنصرمة
وهو لب الموضوع فلابد من النظر إلى ما يميز عيد الغدير عن بقية الأعياد، فعيد الفطر مرتبط بفريضة الصوم، وعيد الأضحى مرتبط بفريضة الحج، وهما مع كونهما من الضروري إلا أنهما يعدان من الفروع الفقهية، بينما يرتبط عيد الغدير بعيد الولاية وهي تعتبر من الأصول وليس من الفروع، ومن الواضح أن الأصل يفوق على الفرع في الأهمية لأن الفرع يعود إليه فمن خلال الأصل يعلم حكم الفرع، ولأن الله أراد أن يتعبد المخلوق بالإيمان بالحجة الإلهية سواء كانت نبياً أم وصياً والالتزام بطاعته أما إذا أراد أن يعبد الله كما يحلو له فإن مصيره كإبليس عليه اللعنة حيث أراد أن يعبد الله من غير الخضوع للحجة الإلهية

يقول الإمام الخميني (قدس سره)(3)

*إن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال، يعتبر من الأمور المسلّمة، بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس.
*ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان.

*والله لو أن إبليس -لعنه الله- سجد لله بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عز وجل أن يسجد له، وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم له، فلن يقبل الله لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله من حيث أمرهم ويتولوا الإمام الذي أمرهم الله بولايته ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم.

*إن ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط في قبول الأعمال عند الله سبحانه، بل هو شرط في قبول الإيمان بالله والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

.................................................. ..

1- لسان العرب ج9 ص461
2- نهج البلاغة ص551 الحكمة428
3- مقتطفات من كتاب الأربعون حديثا ص512

تدريب
2412قراءة
2015-12-20 18:36:09

تعليقات الزوار


fatimaM