فاطمة بنت النّاصر
هي المنتسبة بنسبها المبارك إلى أمير المؤمنين عليه السّلام، ووالدة السيّدين الجليلين، والعالمين العظيمين والشريفين، محمّد الرضيّ "جامع نهج البلاغة"، وعليّ المرتضى "من العلماء القدامى المعروفين".
لقد عاشت هذه العلويّة الكريمة حياة مرفّهة حيث لم تكن فقيرة إلّا أنّ ذلك لم يمنعها من أن تكون من أتقى نساء زمانها، كيف لا وهي بنت الناصر المسمّى بعبد الحقّ، والذي كان سيّد الطالبيّين في زمانه، وينقل ابن أبي الحديد هذه القصّة المعبّرة حيث يقول: حدّثني فخار بن معد العلويّ الموسويّ رحمه الله قال: رأى المفيد أبو عبد الله محمّد بن النعمان الفقيه الإمام كأنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ ومعها ولداها الحسن والحسين صغيرين فسلّمتهما إليه وقالت له: علّمهما الفقه. فانتبه متعجّباً من ذلك، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها ابناها محمّد الرضيّ وعليّ المرتضى صغيرين، فقام إليها وسلّم عليها، فقالت له: أيّها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلّمهما الفقه، فبكى أبو عبد الله، وقصّ عليها المنام، وتولّى تعليمهما الفقه، وأنعم الله عليهما، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، هو باقٍ ما بقي الدهر.
ودّعت هذه الأمّ الحنون رضوان الله تعالى عليها دار الحياة الفانية بعد أن اطمأنت على ولديها، وقرّت عيناها بهما، وذلك في شهر ذي الحجّة الحرام من السنة الخامسة والثمانين بعد الثلاثمائة، حيث كان عمر الشريف المرتضى آنذاك ثلاثين عاماً، وعمر أخيه الشريف الرضي ستّاً وعشرين عاماً، وقد رثاها الشريف الرضيّ بقصيدة همزيّة تبلغ (86) بيتاً، مطلعها:
أبكيك لو نقع الغليل بكائي
وأقول لو ذهب المقال بدائي
وأعوذ بالصبر الجميل تعزّياً
لو كان بالصبر الجميل عزائي
منقول للفائدة
دليلة
1426قراءة
2015-12-14 23:58:09
الأنشطة الثقافية |